الجزائر

تكريم هتلر



 ''كلما بلغني أن إرهابيا فلسطينيا، أو طفلا فلسطينيا، أو امرأة فلسطينية حاملا، قـُتلت بالرصاص في قطاع غزة، تغمرني نشوة، لعلمي أنه تم القضاء على واحد من المسلمين''. هذا مقطع من رواية ميشال وليبيك، ''الخريطة والإقليم''، الحائزة على غونكور 2010، أعرق الجوائز الأدبية في فرنسا. وليبيك معروف بتصريحاته ومواقفه العنصرية، وحقده على العرب والمسلمين. وهو أيضا يلبس أفكاره ومعتقداته الشخصية لأبطال أعماله الأدبية، ويتبناها صراحة، في الحياة العامة. عنصرية ويلبيك ليست موضعا للنقاش، ولا العنصرية ضد العرب والمسلمين في فرنسا اليوم، هي محل إثارة. فالمجتمع الفرنسي لم يتخلص أبدا من رواسب الفكر الاستعماري. وقد قطعت جمهورية ساركوزي أشواطا تاريخية في طريق ''التكفل'' بالفرنسيين من الدرجة الثانية، و''الحثالة''، لتطهير المجتمع منهم. ولا أستبعد شخصيا أن يكون الرئيس الفرنسي من أكبر المعجبين بصاحب غونكور 2010، إذا كانت روايته العنصرية ''الخريطة والإقليم'' قد لقيت استحسانا، لدى مؤتمر أساقفة فرنسا. ولا يدعو رأي ساركوزي في الرواية، ولا موقف الأساقفة منها، للقلق مطلقا، لأن الرئيس الفرنسي ليس من هواياته الأولى قراءة الأدب، فيما نعلم. ما يدعو للشفقة فعلا أن تنحدر الجائزة الفرنسية بعراقتها وسمعتها العلمية والثقافية إلى حضيض العنصرية البائسة، فتعطي أغلب أصواتها لكاتب ينتشي لقتل الأجنة في بطون أمهاتهم، ويحتفي بالتصفية العرقية. وحده هتلر كان ليفوز بجائزة غونكور 2010، لو أنه تقدم لينافس ميشال وليبيك على أصوات لجنة التحكيم. ما يدعو للخجل أن تحتفي غونكور، التي خلدت قامات أدبية عالمية، وصنعت أمجاد الرواية الفرنسية، بالعنصرية والعرقية، وتعطيها وسام الأدب الرفيع. ولا أتصور حاملي هذه الجائزة الشهيرة اليوم إلا في خزي وعار مما لحق بهم، عندما ينضم إليهم، كاتب تنبعث منه نتانة العنصرية المقيتة، والحقد الحقير.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)