الجزائر

تقوم باستدراجهن هاتفيا للانخراط في شبكات الدعارة بالخليج وأوروبا شركات وعصابات أجنبية تعرض على الجزائريات زواج المتعة



جزائريات تلقين عروض ''زواج'' مقابل 3 آلاف دولار  تحقق مصالح الأمن على مستوى مركزي في استغلال شركات دولية وعصابات أجنبية متخصصة في الدعارة لفتيات وسيدات جزائريات لممارسة الدعارة عبر الهاتف، وذلك بعد ورود شكاوى من ضحايا وقعن في فخها.
 تلقت جزائريات عروضا بزواج المتعة من رجال أعمال من منطقة الخليج العربي وسوريا ولبنان، مقابل مبلغ مالي يتراوح ما بين 3 إلى 4 آلاف دولار. ويشترط الإعلان الذي جاء على شكل رسائل نصية، أن ترسل الفتاة صور مثيرة لها إلى عناوين بريد إلكتروني.
ولمعرفة مصدر هذه الرسائل، فتحت مصالح الأمن تحقيقا في أطراف داخل الجزائر، اشتبه في تورطها مع شركات دولية توفر خدمة ممارسة الجنس عبر الهاتف، وعصابات متخصصة في الدعارة، وشبكات مماثلة تنشط في منطقة الخليج العربي ودول شرق أوسطية، تقوم باستدراج جزائريات بإغوائهن بزواج المتعة من أثرياء.
وكشف مصدر مقرب من التحقيق بأن مصالح الأمن تلقت عشرات الشكاوى من فتيات وسيدات، يقيم أغلبهن في ولايات ساحلية. وتتشابه الشكاوى في موضوع تعرض الضحايا للاستغلال والتهديد لإرغامهن على ممارسة الجنس بالهاتف مع أشخاص أجانب، ويأتي نص الرسالة أنا اسمي دانا، أريد ممارسة الجنس معك ، و نحن مجموعة من الأصدقاء نرغب في التعارف والحب عبر الخط الساخن .
وتتشابه شكاوى الضحايا تقريبا، حيث تتلقى الفتاة مكالمة هاتفية من رقم أجنبي، وتكون المتحدثة في الطرف الآخر سيدة لهجتها مغربية أو لبنانية، تدّعي بأنها تعاني الملل وتريد قتل الوقت في الحديث مع الضحية في الهاتف. وتستغل المكالمة الأولى في التعرف على الضحية، إن كانت متزوجة أم لا وشخصيتها ونقاط ضعفها، وبعدها، تطلب صاحبة الرقم الأجنبي من الضحية معلومات خاصة جدا، مثل لون ملابسها الداخلية أو معلومات أخرى، أو تقترح عليها تقبيلها. وبعد مكالمات عدة، تتلقى الضحية من الطرف الثاني أو عبر رسائل نصية (أس.أم. أس) اقتراحا للتعارف مع أجانب أثرياء من الخليج أو مغتربين.
وقد فوجئت أغلب الضحايا بأن المتصلين الأجانب طلبوا منهن ممارسة الجنس بالهاتف. ولا ينتهي المطاف عند هذا، حيث كشفت التحقيقات بأن بعض الضحايا تلقين عروضا بالعمل في الدعارة في إمارة دبي والكويت، أو تسهيل الهجرة السرية عبر تركيا إلى إحدى الدول الأوروبية والعمل في الدعارة هناك. وفي بعض الحالات، استغلت الضحايا بالتهديد بنشر تسجيلات تتضمن أصواتهن أثناء ممارسة الجنس.

صفية.. لبنانية طلبت مني قبلة
وبعد بحث، توصلنا إلى هوية إحدى الضحايا، وتدعى صفية، طالبة جامعية من ولاية جنوبية، وافقت على الحديث في الموضوع، حيث تقول: في شهر مارس الماضي، تلقيت مكالمة دولية عبر الهاتف النقال ليلا، وادّعت محدثتها بأنها تعمل ممرضة في بيروت في لبنان، وأنها تشعر بالملل، وتبادلنا أطراف الحديث خلال نصف ساعة تقريبا. وبعد أقل من 24 ساعة، تلقيت مكالمة ثانية منها، وخلال الحديث، طلبت مني تقبيلها، ولم أكن أتصور أن قبول مثل هذا الطلب يعني أنني أصبحت إحدى المرشحات لممارسة الجنس عبر الهاتف مع أشخاص أجانب من دول خليجية . وتضيف صفية: بعد يومين من هذه المكالمة، تلقيت عدة رسائل أس.أم.أس ، كلها تقترح عليّ التعارف بغرض الحب والزواج مع عرب من دول خليجية ومغتربين، وتوقعت منذ البداية بأن في الأمر لغزا. وبعد يومين أو ثلاثة، تلقيت المكالمة الأولى وكانت من رقم هاتف من فرنسا، لكن المتحدث قال إنه من الكويت. وبعد أقل من دقيقة، طلب مني نزع ملابسي وممارسة الجنس معه عبر الهاتف .
وقد أثار هذا التصرف الغريب والشاذ غضب صفية، فقررت إبلاغ مصالح الأمن. وخلال أيام، اكتشفت بأن أحد الأرقام التي اتصلت بها، والتي تكلم عبرها شاب ذو لهجة مصرية، يشبه رقم هاتف لقناة متخصصة في الدعارة والجنس عبر الهاتف، وتبث عبر القمر الصناعي هوت بيرد .    

 يستغلونهن من أجل المال
وكشف مصدر على صلة بالتحقيق لـ الخبر ، بأن إحدى الضحايا فوجئت بأن أحد المتصلين صرّح لها بأنه يتصل بها بواسطة الموزع الهاتفي الخاص بقناة فضائية أجنبية، متخصصة في ممارسة الجنس والدعارة عبر الهاتف، يقع مقرها في دول أوروبية.
وما أثار ريبة المحققين في هذه الحوادث هو الاختيار الدقيق للضحايا، وهن في الغالب فتيات لا يزيد سن أكبرهن عن 30 سنة، يدفع للاعتقاد بوجود متواطئين من داخل الجزائر، ربما من قطاع الاتصالات، حيث لا يبدو الأمر مجرد صدفة.
وتجني شبكات الدعارة الدولية أموالا طائلة من وراء استغلال الفتيات في ممارسة الجنس عبر الهاتف، حيث يحوّل كل اتصال عبر موزع هاتفي ويدفع المتصل رسما كبيرا مقابل كل دقيقة اتصال، ويتم تسجيل كل الاتصالات لتهديد الضحية إذا قررت الانقطاع. وتقترح محطات اتصال أخرى على الضحايا إرسال صورهن عبر موقع أنترنت، من أجل توفير منصب شغل في دولة أوروبية أو في إمارة دبي. وكشف مصدرنا بأن صاحبة إحدى الشكاوى، وهي سيدة فائقة الجمال، قالت بأنها تلقت عرضا للهجرة السرية إلى غرب أوروبا عبر تركيا للعمل في بيت دعارة في ألمانيا. وفي حالة أخرى، تلقت فتاة عرض زواج متعة مع سعودي أو إماراتي، مقابل 4 آلاف دولار وإقامة لمدة شهر في لبنان أو سوريا، يعتقد بأن الوسطاء في هذا النشاط يجنون أموالا طائلة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)