تقودها إلى ولايات من الغرب الجزائري مسرحية «المكتوب» في جولة فنية

ستقوم الفرقة المسرحية التابعة للجمعية الثقافية «مسرح المدينة» بوهران مع الدخول الجامعي المقبل، بجولة فنية تقودها نحو عدد من ولايات الجهة الغربية من الوطن لعرض آخر إنتاجاتها من نوع المونودرامي، تحت عنوان «المكتوب».وستكون انطلاقة جولة الفرقة المسرحية التابعة للجمعية الثقافية «مسرح المدينة» بوهران، من ولاية معسكر يوم 14 من الشهر المقبل، ثم يوم 19 بسيدي بلعباس، ويوم 21 سيقدم العرض بولاية غليزان، حسب ما أعلن عنه رئيس الجمعية السيد رمضان الطيب.
وتتناول المسرحية التي كتب نصها محمد بن محمد وأخرجها رمضان الطيب، وتمثيل الفنان ميدو، يوميات الشاب قاسم المنحدر من أسرة بسيطة، يرث آلة راقنة عن والده الذي كان يعمل كاتبا عموميا، فقرر أن يجعل من تلك المهنة عملا له بدل البقاء بطالا، بعد أن يئس من العثور على منصب شغل.
وأمام مقر البلدية، تبدأ يوميات بطلنا مع زبائنه التي اختلفت مشاكلهم ومآسيهم، لكنه سرعان ما يقرر تغيير مكان إقامته ويتّجه ليحط مع آلته أمام مقر المسرح الجهوي، وهناك يكتشف أنّ خلف جدران هذه البناية توجد هموم أخرى ضحاياها ممثلون وعمال يحاولون أن يجدوا مكانا لهم في هذا الصرح الضخم، ومن بينهم جمال الذي يطلب منه أن يكتب نصا على الآلة الراقنة، في المقابل، تعلّق الكاتب العمومي الشاب بكاملة، فتاة حالمة تخطو أولى خطوات الشهرة وتتوق لأن تصبح ممثلة معروفة، لكنه يفشل في استمالة قلبها.
رحلة قاسم لم تنته على أبواب مقر المسرح، بل ظلّت مستمرة مع من يقصدونه حاملين إليه هموما أكبر وجروحا أعمق، على غرار عمي أحمد الذي تتوفى زوجته وتتركه وحيدا مع ابنه الذي يأمل أن يصبح في المستقبل سنده، يعينه في آخر أيامه على هموم الحياة، غير أنّ وحيده يختار الهجرة وركوب قوارب الموت بحثا عن حياة أسهل، وشاب آخر أحب فتاة ودفع لها مهرا خياليا، وخلال حفل الزفاف يكتشف أنه خدع من قبل أهل الفتاة، لتكون نهاية الرسالة التي كتبها قاسم على راقنته موجّهة للجميع وتحمل في طياتها الكثير من الأمل نحو حياة أفضل.
وتمكن الممثل ميدو على تقمّص كلّ الشخصيات بشكل جميل، كما تمكن المخرج من خلال اختياره لديكور بسيط واعتماده من مؤثرات صوتية وبصرية مميزة، من جذب المشاهد الذي استمتع بعرض مونودرامي امتزجت فيه المتعة بالفكاهة والطرح الجدي.