كشفت منظمة الزراعة والتغذية الدولية ”فاو” أنه في حال عدم تساقط الأمطار بالجزائر خلال 3 أسابيع كأقصى أجل، ستتعرض محاصيل الفلاحين إلى التلف، في مقدمتها الحبوب والخضر والفواكه، مشيرة إلى أن الثلوج المتهاطلة خلال شهر فيفري المنصرم كان لها تأثير سلبي على الفلاحين وأدّت إلى خسائر بالملايين لعدد كبير منهم.
أعلنت المنظمة، في تقرير لها صدر أمس، أن تهاطل الأمطار بشكل متأخر في الجزائر واستمرار التساقط بعد جفاف دام أزيد من 3 أشهر ومن ثمة حدوث فيضانات وعواصف ثلجية في شرق وغرب ووسط البلاد، تسبب في أزمة حادة وأدّى إلى تلف معظم المنتوجات الفلاحية في مقدمتها الخضر والفواكه التي يتم استهلاكها فاسدة، في الوقت الذي أوضحت المنظمة أنه في حال عدم تساقط الأمطار خلال شهر أفريل الجاري لإنقاذ ما تبقّى من محاصيل، ستتعرض المنتجات الفلاحية للتلف وستعرف السوق الوطنية أزمة حادة.
وحسب تقرير اطلعت ”الفجر” على نسخة منه، فإن وضعية النباتات في الجزائر تعتبر جد حرجة بفعل الأوضاع المناخية الصعبة التي عاشتها أزيد من 20 ولاية بمختلف بقاع التراب الوطني منذ بداية موسم الحرث، وإلى غاية اقتراب فصل الحصاد، في حين أن المنتجات التي ستكون أكثـر تعرّضا للضرر خلال الأيام القادمة هي الحبوب.
من جهة أخرى، يعيش عدد كبير من الفلاحين حالة صعبة بفعل انتشار مرض ”التّبقع” الذي أصاب أشجار التفاح والفاكهة بمعظم ولايات الشرق الجزائري، وهو ما يجعل الإنتاج هذه السنة مهدّدا بأن يكون ضئيلا ومتواضعا مقارنة مع طموحات وزارتي الفلاحة والتنمية الريفية والتجارة، اللتين راهنتا على انتهاء أزمة الندرة ومشكل ارتفاع أسعار المنتوجات الفلاحية بالسوق الوطنية في أجل أقصاه شهرين.
وحسب ذات التقرير، فقد شهد إنتاج القمح خلال العام الماضي انخفاضا ملحوظا تجاوز نسبة 11 في المائة، حيث وصل هذا الأخير 2.75 مليون طن، مع العلم أن محصول الشعير تراجع بنسبة 10 في المائة إلى 1.35 مليون طن، وفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة الدولية، كما أن واردات الحبوب إلى غاية شهر جانفي 2012 بلغت 9150000 طن، حيث ارتفعت هذه الأخيرة بنصف مليون طن مقارنة مع السنة المنصرمة التي عادلت فيها نسبة الواردات 8.65 مليون طن.
وحسب ذات التقرير، فإنه انطلاقا من سنة 2011 شهدت نسبة إنتاج الحبوب في الجزائر تراجعا ملحوظا في الوقت الذي ارتفعت نسبة الواردات، حيث قامت الجزائر خلال السنة التسويقية 2011-2012 باستيراد ما يعادل 6 مليون طن وهو ما يعادل زيادة تتجاوز 15 بالمائة مقارنة مع ما كانت تستورده خلال السنوات الماضية.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر تعتبر ثاني أكبر مستورد للقمح في القارة الإفريقية بعد مصر.
إيمان كيموش
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/04/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : ل. رامي
المصدر : www.al-fadjr.com