أكد مولدي فاهم القيادي في الحزب الجمهوري أن الحوار بين حركة النهضة الحاكمة والمعارضة التونسية يمر بفترة عصيبة خاصة في ظل المرحلة الحالية التي تهدد السلم الأهلي في البلاد، محملا النهضة مسؤولية ما يحدث في تونس، مطالبا الحزب الحاكم بالليونة في التحاور وتقديم تنازلات تخدم المصالح المشتركة بتفعيل كل الأطراف السياسية، مشيرا إلى الدور الكبير الذي تلعبه التعبئة الشعبية في ‘أسبوع الرحيل' من أجل الضغط على الحكومة للقبول بشروط المعارضة.قال فاهم أن الحزب الجمهوري كان يقف مع مساعي المصالحة مهما كانت الصعاب لكن بعد اغتيال المناضل محمد البراهمي انتظر الحزب وغيره من التيارات المعارضة في تونس أن تبادر حكومة علي العريض للاستقالة من تلقاء نفسها وتفتح مجالا جديدا للحوار مع الأطراف السياسية من أجل صالح البلد غير أن هذا لم يحدث، ما اضطر الحركة السياسية المعارضة بما فيها الأحزاب، اتحاد لعراف إلى تبني خطة المطالبة باستقالة المجلس التأسيسي والحكومة على حد سواء واستبدال هذه الأخيرة بحكومة إنقاذ وطني أو حكومة تكنوقراط مسنودة من جميع الأطراف الفاعلة في الساحة التونسية، لكن وأمام تعنت النهضة وتمسكها بمواقفها وتجنبا لوصول الحوار إلى طريق مسدود اقترح الاتحاد الوطني للشغل أن تمسك العصا من الوسط وعرض أن يبقى المجلس التأسيسي ليواصل مهامه الدستورية في المرحلة الحالية وتُحل الحكومة، وتنازلت المعارضة وصوت بنعم لصالح المقترح تفاديا لاتساع الهوة بين الجانبين، لكن حتى هذا الخيار يبدو أنه لم يرق الحزب الحاكم الذي قبل بالمقترح بادئ الأمر ثم عاد وتراجع عن موقفه رافضا استقالة الحكومة، مع أدى إلى تعليق الحوار في الفترة الراهنة إلى أن تظهر مداخل ومخارج أخرى للمصالحة الوطنية خاصة في ظل وجود كما قال المتحدث خلافات مع بعض الأحزاب الصغيرة التي تدور في فلك النهضة.
وأشار القيادي بالحزب الجمهوري أن تصلب رأي التيار الحاكم في تونس ورفضه لاتفاقية استقالة الحكومة عزز من الخروج الشعبي فيما يعرف بأسبوع الرحيل الذي انطلق أمس الأول، وتحشد له جموع غفيرة بساحة الباردو وسط العاصمة، مضيفا أنه لو قبلت النهضة بمقترح المعارضة لكان واقع هذه الفعالية الشعبية أقل وطأة عليها، مشددا على أن المعارضة تعول كثيرا على هذه التجمعات للضغط على النهضة من أجل الرضوخ والقبول بمقترحاتها، وقال مولدي فاهم ”نريد خطوة شجاعة من النهضة تتخلى بموجبها عن مصالحها الحزبية الضيقة والتفكير في مصالح البلاد”، مجددا ثقته في اتحاد الشغل الذي يعتبر كما قال العمود الوسط الذي تستند عليه الدولة في ضعفه كما يستند عليه المجتمع عندما تتحامل الدولة عليه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/08/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الطاوس
المصدر : www.al-fadjr.com