وقف القرآن الكريم أمام البلغاء والفصحاء معجزة وحجة، حيث أن سر إعجازه يكمن في نظمه، وفصاحته. إنه النموذج الخالد للغة العربية بكل خصائصها،"وعلى الرغم من طول مدة تنزيله مترابط البناء محكم التركيب، لا اختلاف فيه أو تفاوت في أسلوبه قوة وضعفا من بدايته إلى نهايته "
فلا شك أن القرآن الكريم كان هو المحور الذي دارت حوله العلوم العربية لمعرفتها الإعجاز اللغوي،فقد كان الهدف الأسمى الذي أخلصت له هذه العلوم عنايتها، فوقفت على خدمته إلى جانب البلاغة، هذه الأخيرة تولت قديما دراسة الأبنية النصية محاولة إبراز وظائفها الجمالية والبرهانية، مما يوضح وعيهم بالتماسك النصي، الأمر الذي جعل بعض الباحثين وعلى رأسهم فان دايك يقول:« أن نحو النص ما هو إلا امتداد وتطوير لتلك القضايا المختصة بها البلاغة قديما أو أن علم البلاغة هي السابقة التاريخية، ويحاول علماء النص أن يطوروا مفاهيم وأفكار البلاغة القديمة وأن تدرس في إطار جديد...» لهذا تصنف البلاغة في الدراسات اللغوية على أنها من علوم النص باعتبارها تضم مباحث، تسعى إلى تحقيق التماسك النصي كالوصل والفصل والحذف، والالتفات وغيرها من المباحث البلاغية الأخرى.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - معاذ مراد مقري
المصدر : التعليمية Volume 6, Numéro 2, Pages 51-58 2016-12-01