الجزائر

تعرض مسلسلها على قناة''الشروقTV'' : ''الوجه الآخر'' لجميلة عراس باهت



تعرض مسلسلها على قناة''الشروقTV'' : ''الوجه الآخر'' لجميلة عراس باهت
انتظرنا ككل الجزائريين طلة الممثلة والمخرجة جميلة عراس، بعد سنوات من الغياب الإرادي عن جمهور الشاشة الصغيرة، بحجة عدم رضاها على مستوى ما يقدمه التلفزيون الوطني من أعمال، إلا أن ''الوجه الآخر'' الذي أظهرته على ''الشروق تي في'' كان باهتا رتيبا لا يختلف بتاتا عن السائد في الإنتاج الجزائري.
ظلت جميلة عراس، بعيدة عن مسرح الإنتاج منذ أيام ''شفيقة''، حيث ارتبط اسم هذه الممثلة بشخصيتها الدرامية، من شدة تأثر الجمهور بقصة تلك المرأة المظلومة من قبل أسرتها ومحيطها. وقد صرحت عراس، في أكثر من منبر إعلامي، أن أزمة النص في الجزائر ليست حقيقة كاملة، بقولها: ''الأزمة ليست في الكتابة بل في الإنسان الذي يعاني غياب التوجيه، نقص التكوين ومشاكل تأطير الفعل الثقافي ككل..''، وأشارت مرارا أيضا إلى أنها تحرص على كتابة نصوصها لاقتناعها بقدرتها على صياغة وضعية اجتماعية كثيرا ما تقترب إلى الواقع المعاش.
في ''الوجه الآخر'' المسلسل التلفزيوني الجديد المعروض على ''الشروق تي في''، تروي عراس في ثلاثين حلقة، قصة ''ربيحة'' سيدة أعمال ناجحة وثرية، تدير شركات زوجها الراحل، وتعيل أسرتها المكونة من ولدين وكنة، إلا أنها لا تسلم من كيد أسرة الزوج المتمثل في شقيقه الطامع في نيل نصيب من تلك الأموال. وقد أوضحت في تصريح سابق أن العمل يتطرق إلى شريحة النساء اللائي يعدن بناء حياتهن بعد سن الخامسة والأربعين سنة، والمشاكل التي تعترض طريقها في المجتمع الجزائري الذي مازال يرفض مثل هذه الأمور. لهذا تظهر ''ربيحة'' في كامل أناقتها رغم سنها المتقدم، تثير غيرة وتحفظ المحيطين بها، وكذلك الشكوك في نواياها.
بعد متابعة ست حلقات من المسلسل، لم تنجح عراس في تشويقنا وشدنا لمتابعة القصة من أولها إلى آخرها، فعراس البطلة الوحيدة والدائمة في أعمالها، تظهر مرة أخرى ''أنانيتها'' أمام الكاميرا، فهي لا ترضى بوجوه تزاحمها على البطولة أو تسرق منها الأضواء، أصلا النص بني على مقاس المخرجة والممثلة، ما دامت هي كاتبته وصاحبة الفكرة. يزيد أسفك خلال المشاهدة، عندما يتشتت ذهنك بين الممثل والممثل، حوار ضعيف يفتقر إلى إشكالية، جمل مقتضبة مكررة، صمت طويل، وضعيات جامدة أطرتها لقطات داخلية وخارجية لا تبعث على الحيوية ولا تنقل قلق الموقف إلى المتلقي.
أعلنت جميلة عراس، أنها مقتنعة باختيارها للممثلين، وأن كل واحد منهم يعكس جانبا من الشخصيات المسندة إليه، في حديثها عن حسن شيبة، عصام خنوش، مسعود حجير، فريد فروجي، دليلة بن دحمان وغيرهم، بينما أدت ليندة ياسمين دور ''الكنة''، وزينب عراس ''أستاذة جامعية''، وقشيشي صافية ''سكرتيرة ربيحة''، أما عبد المجيد مسكود فوقع عودته إلى التمثيل في دور ثانوي ''الحاج حسان'' صاحب مقهى، أما جمال بوناب فتقمص دور ''عمر'' الموظف في شركة ربيحة، الذي يطمح في نيل رضى مديرتها والزواج منها. إلا أن كل هذه الباقة بتفاوت مستوياتها، لم تكن دعامات قوية للعمل الدرامي، الكل يتحرك في رتابة غريبة، تؤكد أن الدراما الجزائرية مصابة بنفس الداء، سواء ظلت قريبة من ''اليتيمة'' أو ابتعدت عنها إلى ما يسمى حاليا بالقنوات المستقلة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)