الجزائر

تعاونية “البديل" للثقافة والفنون باتنة: "ويظهر جارا".. حكاية المجاهد المزيف والسلطة الهشة



تعاونية “البديل
يعود الجندي البطل “جارا" إلى مدينته الصغيرة، فيشهد زيف التاريخ الذي كتب من ورائه، وكم الثورات التي بنيت على قصص خيالية تربت أجيال عليها جهلا وإصرارا. مسرحية قدمتها تعاونية البديل لباتنة، نهاية الأسبوع المنصرم، مسجلة مرورها بمهرجان المسرح الفكاهي بالمدية.
رفعت التعاونية القادمة من باتنة معنويات جمهور القاعة الصغيرة بدار الثقافة بولاية المدية، بعد أن بدا جليا أن مستوى المنافسة لم يكن على قدر التوقعات التي حملتنا جميعا إلى هذه المناسبة في دورتها السابعة.
كان النص قويا، مباشرا وصريحا، فهو للكاتب التركي الفريد عزيز نيسين بعنوان “جارا لست جارا" الذي تطرق إلى موضوع البطل الكاذب والجندي الخائن الذي تلمع السلطة تمثاله، لتزهو هي في بحور الثروة والسلطة، بحثا عن الشرعية التاريخية. رغم أن النص كتب في الثمانينيات إلا أنه يحاكي الراهن الدولي والجزائري تحديدا، خاصة ما تعلق منها بملف المجاهدين المزيفين، وامتداد الكذبة التاريخية عبر أجيال كاملة، أنتجت في آخر المطاف طلاقا بائنا بين الجزائري وماضيه. أما الاقتباس، فكان لنوري صغير والإخراج لعز الدين بن عمر.
كارثية الموقف وجدية الموضوع، لم تحل دون تمرير ما حل بمدينة “جارا بور" وحاكمها “بيرين" (علي سعدي) ورئيس الأمن “السالسي" (الدين بن عمر)، شخصيتان كاريكاتوريتان، تحضران لاستقبال رئيس الوزراء الذي سيأتي للمكان لرفع الستار على الجندي “جارا" (حميدة مرزوق). يغرق المسؤولان في بحر الأحلام والمخططات، هما يعلمان أن “جارا" لم يكن بطلا حقيقيا، لكنهما سيخطبان للشعب إنهما رفاق “البطل".
نجح الثلاثي بن عمر وسعدي مرزوق في إغراق القاعة في دموع من الضحك والقهقهات، بلغة دارجة بسيطة، بانت أهميتها في زيهما البهلواني، وشكلهما المشوه للحقيقة، ناهيك عن سينوغرافيا رزيق بن نصيب الذي أجلسهما على كراسي تشبه هياكل عظمية كناية على اعتلاء المسؤولية على حساب بقايا الشعب. رغم غياب الظروف التقنية الكاملة للعرض، خاصة ما تعلق منها بالإضاءة والصوت، إلا أن موسيقى صالح سامعي شكلت ممرا مضيئا للممثلين وتهوية مناسبة للعمل.
للتذكير، شهدت القاعة نفسها مرور فرق أخرى متنافسة، على غرار “المحاكمة" لجمعية مسرح الغد لبراقي، “المشعوذ" لسيد احمد براوي، إنتاج فرقة “الأنوار" بومرداس، و«افتراض ما حدث فعلا" صاحبة الجائزة الكبرى في مهرجان المسرح المحترف في طبعته المنصرمة شهر سبتمبر الماضي، التي قدمت أمام جمهور ما زال يعاني ضيق القاعة، وفي ظروف بعيدة جدا عن الخشبة المحترفة.
![if gt IE 6]
![endif]
Tweet
المفضلة
إرسال إلى صديق
المشاهدات: 10
إقرأ أيضا:
* حسن ثليلاني يتحدث عن رشيد قسنطيني: الكوميديا في قلب مسرح يخاطب الشعب
* شهادات أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني
* مهرجان المسرح الفكاهي ينطلق في المدية.. المدية تكرّم الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني
* نجل الفنان الراحل حسن الحسني ل “الجزائر نيوز": والدي التزم الصمت إزاء تعذيبه في محتشدات فرنسا
التعليقات (0)
إظهار/إخفاء التعليقات
إظهار/إخفاء صندوق مربع التعليقات
أضف تعليق
الإسم
البريد الإلكتروني


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)