تطور الفكر الإسلامي بالجرائر في عهد الموحدين

لا شك أن كل عصر من العصور له ميزته الخاصة في مسار الفكر الإسلامي، وتتمثّل فيما يظهر خلاله من أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعيّة وثقافيّة وعلميّة. ويمتاز عهد الموحّدين في أقطار المغرب الإسلاميّ عامّة، والقطر الجزائريّ خاصّة، بتحوّلات هامة في مجال العلوم الدّينيّة والنظريّات الاعتيادية والتشريعية والأخلاقيّة وغير ذلك، ممّا أحدث اتّجاهّا هامّا في تجديد الفكر الإسلاميّ في إطار أقطار المغرب الإسلاميّ. الممارسات الدينيّة، والاعتدال في القضايا الاجتماعية، والانتماء إلى نظريات وفي هذا الصدد، يلاحظ أنّ للمهديّ ابن تومرت وعبد المؤمن بن عليّ االكومي وخلفائه خلال القرن السادس الهجريّ وأوائل القرن السابع، دورا هاما في وضع مسار جديد للفكر الإسلاميّ، يمتاز بتحكيم العقل
في مجال الاعتقاد والظاهر أن إنتاج الكثير من علماء عهد الموحّدين، بالجزائر وغيرها من أقطار الأشاعرة في هذه الجوانب. المغرب الإسلامي، يتسم كلّيّا أو جزئيّا بهذا الاتّجاه الذي يلاحظ مثلا في مجال تطوّر التيّار الصّوفيّ، في إنتاج الشيخ أبي مدين شعيب بن الحسين الاشبيلي التلمساني نثرا و شعرا.