تضاريس تشكيلية تختصر قرونا من الحضارة

أقامت مديرية الثقافة والفنون للمدية بالساحة العمومية، فعاليات الورشة الحية للفنون التشكيلية حول أماكن الذاكرة، شارك فيها فنانون من مختلف مناطق وبلديات المدية، رسموا آفاقا واسعة لتضاريس تختصر قرونا من الأحداث التاريخية بأدوات تعبيرية بسيطة نبضا ثقافيا حافلا بالرموز والدلالات الحضرية، ليخلدوها في لوحات جميلة.تهدف مديرية الثقافة والفنون من خلال الورشة التي دامت يومين إلى زرع ثقافة الحفاظ على الذاكرة المحلية والهوية التاريخية والوطنية، وتعمل بالتنسيق مع جل الشركاء والفاعلين من فنانين ومؤسسات ثقافية، على تعزيز هذا المسعى والنهج من خلال بعث هذه التظاهرة الثقافية والفنية التي اعتمدت على الفنون التشكيلية كوسيلة من وسائل الحفاظ على الموروث المحلي، يستغلها الفنان ليستنطق من خلالها شواهد العمارة التاريخية والأثرية العريقة لتبوح عن قيم انسانية وإرث ثقافي وحضاري اعتدت به حاضرة المدية.
عرفت الورشة مشاركة فنانين تشكيليين جسدوا لوحات فنية، تحاكي وتصور بعض الشواهد الأثرية والمعالم والمواقع التاريخية والعمرانية المرتبطة بذاكرة الولاية عبر حقب ومحطات تاريخية متفرقة، وقد تمكن هذا الفضاء المفتوح من استقطاب جموع المواطنين الذين توافدوا عليه للاطلاع على رسومات وابداعات الفنانين، معيدا بذلك مشاهد استثنائية بعيدة عن تلك الانشطة التجارية لباعة الأرصفة التي اعتاد عليها المواطن، كما ساهمت الورشة في بعث حراك فني بالولاية عماده الفن التشكيلي، وهو ما يندرج ضمن رؤى جديدة وسياسات ثقافية بأبعاد فنية وجمالية.
واختتمت الفعالية الثقافية بتكريم الفنانين المشاركين في تفعيل الورشة من طرف مديرة الثقافة والفنون السيدة سليمة قاوة، نظير ما قدموه من جهد وإبداع وإسهام في توطين ثقافة جديدة، ونظير اجتهادهم في حفظ الموروث المحلي المادي، والذي هو ارث حضاري وعنوان لأصالة وعراقة المدينة.