بغض النظر حول الخلاف التاريخي غير المحسوم حول اللغة أهي وحي و توقيف أم مواضعة و اصطلاح ؟ ، فإن السؤال اللساني و الدلالي الكبير الذي تولّد عن هذه الإشكالية- وهو هل هناك مناسبة طبيعية واصطلاحية بين الألفاظ و معانيها أم لا؟- قد وفر لنا إطارا مرجعيا مُهمّا لطرح إشكالية أخرى منبثقة عنه، وتدخل في صميم هذا البحث، و هي: هل ثمة من إشكالية قائمة فعلا بين الصوت اللغوي ومعناه أم لا؟
وإذا كانت هذه العلاقة قائمة فعلا، فهل هي ذاتية حتمية ثابتة يحكمها التناسب الطبيعي سواء أكان توقيفيا أم اصطلاحيا وضعيا؟، أم على العكس من ذلك، هي اعتباطية باعتبار الحروف رموزا أبجدية تشارك في إنشاء وتركيب المستوى الدال كأصول للكلمات ،لكنها تمثل عنصرا غير دالّ عند تحليل بنية الكلام (1عموما، و ردّه إلى مدرجه الفسيولوجي في جهاز النطق كما ترى اللسانيات الحديثة. سنحاول في هذه الدراسة أن نبحث في تاريخ الكتابة عن كيفية تصور الإنسان البدائي للعلاقة بين الحرف، أو بالأحرى الصوت، ومعناه في فترة ما قبل التاريخ إلى غاية نشأة الكتابة الأبجدية
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/04/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد رابحي
المصدر : مجلة الحضارة الإسلامية Volume 14, Numéro 18, Pages 633-652 2013-03-01