تواجه اللغة العربية وهي على مدارج القرن الحادي والعشرين جملة من التحديات، ولعلّ أصعبَها وأخطرَها تلك المتعلقة بمواكبة روح العصر ومتطلباته المتزايدة بوتيرة رهيبة، ولن يتم ذلك إلا بتخليصها وإنقاذها من كل ما يكتئد سبيلها من معوقات، فاللغة العربية يصدق عليها ما يصدق على جميع اللغات الإنسانية من نواميس النشوء والارتقاء والتطور، تطور لا ينحصر في إنتاج المفردات بالأنظمة الداخلية للغة ذاتها، ولا في اقتراض المصطلحات الأجنبية طوعا وكرها، - وهذا أمر طبعي درجت عليه جميع اللغات منذ القدم ولا زالت تقيم عليه إلى يومنا هذا - بل يتعداه إلى ظهور تراكيب جديدة تقع في حمى النحو وتنتهك محارمه، وصاحب ذلك محاولات ودعوات لتجديد النحو وإحيائه، بل وتخليصه من أغلال النحو القديم بغية تسهيله على الناشئة وتحبيبه إليها، وإعادة ربط وشائج المودة بينه وبين مظانّه الأولى برفق ولين، حتى غدت - مشكلة التجديد - معضلة قومية تؤرق الجميع. فتداعت لها أقلام بعض الباحثين المحدثين، واختلفت طرائق التجديد وتنافرت لدرجة التضاد. وهذا البحث يجتهد في استجلاء تلك الطرائق ومضامينها الدلالية، ومدى نجاعتها في بعث اللغة العربية من جديد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/01/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عمر بوقمرة
المصدر : التعليمية Volume 7, Numéro 3, Pages 136-146 2017-06-01