الجزائر

تصنيع وبناء الحجر في منطقة جميلة الأثرية



تعد حرفة تصنيع الحجر في منطقة جميلة الأثرية (60 كلم شرق سطيف) حرفة ضاربة في القدم وقد استمرت حتى العقود الأخيرة من القرن الماضي، حسبما أكده مدير متحف موقع جميلة الأثري، مصباح بوحزام. وأوضح ذات المصدر في تصريح على هامش أشغال اليوم الأول من الورشة الثقافية العلمية تقنيات الزخرفة والنحت على الحجر المنظمة على مدار 3 أيام من طرف الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية (فرع مدينة جميلة الأثرية) بالتعاون مع غرفة الصناعات التقليدية والحرف بسطيف وجمعية أصدقاء جميلة تحت شعار جميلة أسطورة يحكيها الحجر ، أن حرفة تصنيع الحجر والعلاقة بين البشر والحجر في مدينة جميلة جد قديمة استمر حتى العقود الأخيرة من القرن الماضي. وأضاف أن هذه الحرفة أنتجت إرثا عمرانيا وحضاريا رائعا شيد بالحجر الذي طوعه أبناء هذه المنطقة الأقدمون وشكلوا منه أيقونة فنية تحكي قصة حضارة عريقة لكنه تأسف لأن هذه الحرفة قد اختفت مع انتشار مواد البناء الحديثة التي تعتمد على الإسمنت و الخرسانة التي أفرزت منظورا حضريا معماريا مشوها يتناقض، حسبه، تماما المنظور العمراني لمدينة جميلة. وأفاد مدير متحف جميلة أن مبادرة إقامة ورشة العمل هذه جاءت في إطار تثمين التراث المبني بالحجر وإعادة ترميمه والاستثمار فيه وإعادة إحياء الحرف التراثية في جانبها الخاص بنحت الحجر وبنائه، بالإضافة إلى أن موقع جميلة الأثري مدرج على لائحة التراث العالمي ووجود ضرورة لتأهيله وترميمه واستثماره و حاجة لفنيين في أعمال النحت وزخرفة الحجر والرخام وأعمال البناء الحجري ودعم التكوين المتخصص في هذا المجال لتخريج مكونين مؤهلين محليين. وعن أهمية هذه الفعالية وأهدافها، أكد بوحزام أن إعادة إحياء حرفة النحت والبناء بالحجر التي كانت من الحرف التقليدية في مدينة جميلة وتحفيز المجتمع المحلي خاصة الشباب بالاهتمام بهذه المهنة وكل اختصاصاتها والسعي لتعميم تعلمها واحترافها والتعريف بأهمية المصادر المحلية من الحجر والرخام القابلة للاستفادة منها محليا وتطوير المحيط وتأهيل مختلف الأبنية ومساهمة جزء هام من الشباب في إستراتيجيات ترميم الموقع الأثري وإدماجهم في هذه المشاريع والاعتماد على الكفاءات المحلية وتوفير اليد العاملة الفنية ورفع مستوى الوعي الثقافي، كلها أمور مرجوة التحقيق من تنظيم هذه التظاهرة. من جهته، صرح المهندس المعماري والباحث في علم الآثار والمشرف على إلقاء كل المحاضرات النظرية وتنشيط الورشات التطبيقية لهذه الورشة، يوسف الضابطي، أن محاضراته النظرية تدور حول 3 محاور ويتعلق الأمر بترميم الأبنية التراثية ومدخل إلى فن النحت على الحجر وإعادة توظيف الأبنية التراثية كمنشآت ثقافية وسترافقها في كل قترة مسائية ورشات وأعمال تطبيقية في المجال في اختصاصات متعددة على غرار طرق بناء وتركيب الحجر وتقنياته وأساليبه والمبادئ الأساسية في تشكيل ونحت الحجر. للإشارة، فإن أن الورشات التطبيقية التي جرت بساحة الموقع الأثري و نشطها فريق من الخبراء السوريين مختصين في مجال النحت والصقل والبناء بالحجر تم من خلالها إطلاع الجمهور الذي تشكل في غالبه من شباب المنطقة والذي توافد على الموقع الأثري رغم برودة الطقس وتساقط الثلوج بأهمية حرفة النحت على الحجر من خلال نحاتين مختصين مارسوا بعض الأعمال النحتية والفنية أمام الجمهور بشكل حي ومباشر. كما تم عرض العديد من النماذج الحجرية والرخامية (قواعد وأعمدة وأشكال زخرفية هندسية).


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)