الجزائر

تشجيع المجاهدين على تدوين مذكراتهم



تشجيع المجاهدين على تدوين مذكراتهم
نفى المجاهد محمد الشريف عباس الوزير السابق للمجاهدين، وجود انتقائية في كتابة تاريخ الثورة، قائلا أنه يرفض كتابة التاريخ بجوانبه السلبية والإيجابية، بل حسبه يجب تدوين الأمور الإيجابية، كون الأمور السلبية لا تخدمنا، مضيفا أنه كان فيه نقاش كبير بين قادة الثورة في الستينات والسبعينات لتدوين ذاكرة الأمة، مؤكدا أنه كان من بين المشجعين على كتابة تاريخ الثورة.أوضح محمد الشريف عباس لدى نزوله ضيفا على منبر «ضيف الشعب»، أن قضية تدوين تاريخ ثورة التحريرية يرجع للمختصين مثل الأستاذ زبيري والمرحوم أبو القاسم سعد الله، وأن الدولة لا يمكنها توجيه المؤرخين إلى كتابة مواضيع معينة أو تغطية جهة أخرى، لأنه فكريا يرفضه المختصون، نافيا بذلك وجود انتقائية في كتابة التاريخ وتفضيل ولاية عن أخرى، قائلا: “أنا ضد كتابة التاريخ بجوانبه السلبية والإيجابية، بل يجب تدوين الأمور الإيجابية”.وفي رده عن سؤالنا حول لماذا لم يكتب تاريخنا عقب الاستقلال؟ قال وزير المجاهدين السابق أنه كان فيه نقاش بين قادة الثورة في سنوات الستينات والسبعينات انتهى إلى قرار، تلبية الاحتياجات الاجتماعية للشعب الجزائري، وبناء الدولة كوننا خرجنا من حرب خلفت لنا 8 آلاف قرية مدمرة، وأمراض وفقر والجهل، كما أن الجزائر لم تكن تتوفر إلا على مهندسين معماريين، وحوالي 500 طالب.وأضاف عباس بأنه حتى ولو قررنا كتابة تاريخ الثورة في تلك الفترة فلا يمكننا ذلك، لأن المعلمين الفرنسيين غادروا، مما جعل الجزائر تستقدم أساتذة من تونس، العراق، سوريا ومصر لتعليم أبنائنا، مؤكدا في هذا السياق، أنه حين كان على رأس وزارة المجاهدين كان من المشجعين للمجاهدين سواء العسكريين أو المدنيين على كتابة مذكراتهم، وتتكفل بطبعها وتوزيعها، وهذا ما وفر لنا رصيد من المادة الخام.وقال أيضا أن كتابة التاريخ تحتاج إلى تخصص ومستوى، ودور المؤرخين غربلة المادة الخام، كما أنه قام بتسجيل 2500 شريط ، مشيرا إلى أن أهم انجاز قام به هو إعداد القرص المضغوط يتحدث عن تاريخ الجزائر خلال الفترة 1830-1962، والذي استغرق ثلاث سنوات من العمل، حيث وزع على مستوى الثانويات والجامعات، قائلا:« في هذا العمل لأول مرة نجمع بين التقنيين والمؤرخين، وطبعناه عدة مرات وباللغات الثلاث العربية، الفرنسية، والانجليزية، وهذا القرص لا يمكن إعداد مثله لحد الآن”.وفي هذا الشأن، أشار محمد الشريف عباس إلى أن أول عقبة اعترضت إعداد هذا القرص بعد تكوين لجنة تهتم بذلك، هو ذهنية بعض المؤرخين الذين يعتبرون إنتاج مثل هذه الأعمال هو عامل من العوامل التي تدر عليهم بأرباح، أي أنهم يفكرون في الجانب المادي فقط، مضيفا أنه بعدما غير رئيس اللجنة أنجز هذا القرص وبمساعدة الإعلامي سعيد عولمي الذي تقبل الفكرة وطبقها من الناحية التقنية بوضع شهادات لصناع الثورة، كما أنه في 2014 تمت مراجعة القرص المضغوط لتحسينه.إنشاء قناة خاصة بالتاريخ تتطلب إمكانيات ماليةوبالمقابل، أبرز وزير المجاهدين السابق أن آخر إنجاز قام به وبأيادي جزائرية، ويستحق المحافظة عليه هو مجمع الذاكرة بقصر المعارض العام الماضي، قائلا أنه كان له أمل تطوير هذا الانجاز لأنه اشترى 4 هكتارات من الأرض بسيدي عبد الله للقيام بهذا المعرض، كما أنه فكر في صنع مجسمات بمادة النحاس لقادة الثورة في الصين، وكذا صنع مجمع لوضعه في قسنطينة، لكن هذه المشاريع لم تطبق كونه غادر الوزارة. مشيرا إلى أنه اقتنى المقر المتواجد بحديقة التسلية ببن عكنون ب7 ملايير دج ليبقى معرض الذاكرة محفوظا هناك.وعن فكرة إنشاء قناة تلفزيونية تعنى بتاريخ حرب التحرير الوطني، أوضح محمد الشريف عباس أن الكثيرين كانوا متحمسين لهذه الفكرة وتحدثوا عنها، من بينهم الأمين العام الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو الذي كان حريصا على الموضوع، لكن حسبه ينبغي أن تكون هناك دراسة حول الموضوع ووسائل، كما يتطلب إنشاءها تمويلا كافيا من المادة التاريخية، كون إنشاء قناة خاصة ليس بالأمر الهين.وجدد وزير المجاهدين السابق، تأكيدها على أنه شجع على كتابة تاريخ الذاكرة الوطنية وهو مدرك لهذا البعد، ومن المستحيل المضي قدما دون التعريف بتاريخنا، قائلا أنه ساعد المؤرخ الكبير المرحوم أبو القاسم سعد الله ماديا في تدوين التاريخ، وحين سافر إلى أمريكا لاستكمال الدراسات العليا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)