الجزائر

تشافيز.. الموت المحترم



نقطة صدام
يكتبها: أسامة وحيد
oussamawahid@yahoo.fr
لا يختلف اثنان على أن رحيل هوغو تشافيز، أصاب العالم السفلي من مستضعفين وبؤساء بفاجعة ليس لها من عزاء سوى أن الميت كما كان أسطورة في حياته فإن موته أظهر مكانته كمخلوق كوني أطاحت مبادئه بالحدود الجغرافية للحب والتقدير اللذين يأتيان بمرسوم سياسي وينتهيان بآخر. لقد علمنا حزن العالم عنه بأن تشافيز لم يكن ثائرا متمردا على قوى الشر الكبرى غير مبال بالجزاء، ولكنه موت محترم لم تكن له من ديانة وعقيدة إلا سمو الإنسان بفكره وعمله ومواقفه..
تشافيز، أوصلت رسالة موته ما عجز الرجل عن إيصاله في حياته، فالقضية لم تكن يوما في تشبثه بالسلطة حتى قابل عزرائيل رئيسا ولكنه في خلوده بموته، فالحزن المتفشي لرحيله لا علاقة بوطنه ولكنه بوطن العالم. كما أن مواقف الرجال تقاس بعدد المشيعين وعدد الباكين والمفجوعين وليس بعدد المكلفين رسميا بمهمة الدفن والبكاء..
بصدق، أحزنني جدا رحيل رجل كان خنجرا في خاصرة نظام الهيمنة الأمريكية، حيث وقوفه مع القضايا الإنسانية العادلة، كان اعتقادا ولم يكن تسيسا، لكن ما ألمني أعمق وأكثر هي حالة المصطفين في طابور أنكم ميتون، حيث لن يخرج موتهم في كافة أحوال العزاء، غير أن “شخصا” ما هلك وتركته شعارها هل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها…؟
نعم يضر الشاة سلخها بعد ذبحها، هكذا علمنا موت تشافيز، فالرئيس الذي تفرح وتطرب وترقص لموته الملايين التي سلبها الحياة يوم كان “حيا” أو حية، ليس كتشافيز الذي بكته ملايين ليست من شعبه ولا تحت حدود سلطته، فترى أي نعمة أكبر من أن يكون موتك موت أمة لا تعرف عنك إلا مواقفك، وترى أي نقمة أن ينتهي بك موتك لتكون جزءا من تاريخ.. كان أهنا وراح، فيا سادة القطيع العربي اختاروا موتا محترما مادامت حياتكم مطعون في احترامها؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)