الجزائر

تسكن دهليزا آيلا للسقوط في أولاد جلال عائلة بسكرية تصارع الإعاقة والفقر وتحلم بطعام ساخن



جريد النخيل للتدفئة والطبخ ولباسهم صدقة من عند الجيران عندما أبلغني أحد الأصدقاء هاتفيا يعلمني بوجود عائلة تعيش الفقر المدقع والإعاقة،  لم أتصور وأنا في الطريق من بسكرة إلى أولاد جلال أن يصل مستوى الفقر إلى هذه  الدرجة التي تجعل الإنسان يتحسر حزنا على هذا الواقع المزري.
 في حي سيدي عطا الله، وبشارع العمري قويدر بالمدينة القديمة لأولاد جلال، توقفنا أمام بيت قديم يبدو ظاهريا كسائر بيوت الطين المنتشرة في ولاية بسكرة، لكن بمجرد الدخول إليه تصدك رائحة كريهة ترسم لك معالم وطريقة العيش في هذا القبو أو الدهيلز المهدد بالسقوط.
استقبلنا رب العائلة مسعود جرو، 64 سنة، المريض منذ سنة 1971 مصاب بمرض عصبي، مستدلا بكيس مملوء بمختلف الأدوية.
وهو يسرد حالته، كان يجلس حوله أطفال صغار حفاة عراة، يأكلون قطعا من الخبز اليابس، بدا عليهم التخلف الذهني. سألناه عنهم فأكد أن عبد الوهاب عمره 8 سنوات، وسيد علي 6 سنوات، متخلفان عقليا، وكان يفترض أن يلتحقا بمقاعد الدراسة مثل أترابهما.
توغلنا في داخل هذا البيت وشعور غريب ينتابنا لم نجد له تفسيرا، لاحظنا جزءا كبيرا منه منهارا تحول إلى كومة من ركام. دفعنا الفضول إلى السؤال عن الأثاث وأمتعة البيت وتجهيزات المطبخ والمرحاض وحنفية الماء، فكان جوابه ''كل شيء أمامكم، نقضي حاجتنا في الخلاء بعدما سقط الجدار الخلفي للبيت. أما الماء المخصص للغسيل، فنجلبه من ساقية موجهة للري الزراعي تمر في الشارع، في حين أن الماء الصالح للشرب يتكرم به علينا محسنون من باعة الصهاريج''. ولأن منحة المعاقين المقدرة بـ3 آلاف دينار لا تكفي حتى لشراء أبسط الضروريات.. فإن رب هذا الأسرة يفكر مليون مرة قبل التزود بقارورة غاز البوتان.
وفي الوقت الذي كنا نتحدث معه، دخل أحد أبنائه الذي يبلغ 21 سنة، حاملا حزمة من جريد النخيل، تستعمل للتدفئة والطبخ، وسرعانما  طرق آخر الباب، فتبين أنها طفلة صغيرة من الجيران تحمل كيسا به ملابس مستعملة تصدقت به عائلتها.
وختم صاحب البيت حديثه معنا والدموع تنهمر من عينيه، محاولا إقناعنا بأنه صابر إلى أن يأتي الفرج.
ومن جهته، اعترف رئيس بلدية أولاد جلال بأن ظروف هذه العائلة هي الأسوأ عبر إقليم بلديته، خاصة ما تعلق بالسكن الذي لا يصلح نهائيا ويشكل خطرا على ساكنيه.   


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)