تشير إحصائيات مصالح الأمن الوطني إلى الارتفاع الكبير في عدد النساء ضحايا مختلف أنواع العنف، خاصة الجسدي منه، وهو ما يعكسه الرقم 7042 ضحية، ما يستدعي تكثيف الجهود لمحاربة هذه الظاهرة التي أرجع المختصون أسبابها إلى الابتعاد عن القيم الدينية، الانحراف الخلقي واستهلاك المهلوسات. ومن أجل حماية أنفسهن، لجأت الكثير من الفتيات إلى تعلم مختلف أنواع الرياضات والفنون القتالية وسط تشجيع كبير من الأهل.
وسط تشجيع كبير من الأولياء واستهجان الشباب
فتيات يحتمين بالفنون القتالية لمجابهة العنف
الأخصائيون يرجعون الإقبال عليها إلى الانتشار المخيف لجرائم الاغتصاب
لجأت مؤخرا الكثير من الفتيات إلى تعلم مختلف أنواع رياضات الدفاع عن النفس، وذلك بعد التنامي الخطير لأبشع مظاهر العنف ضد المرأة والانتشار المرعب لحوادث الاعتداء الممارسة على الفتيات داخل المجتمع، يحدث ذلك وسط تشجيع الأهالي الذين اعتبروا تلقين بناتهم بعض الفنون القتالية كفيل بحمايتهن من المخاطر التي تتربص بهن طوال تواجدهن خارج المنزل.
شدّ انتباهنا تزايد الإقبال على القاعات المتعددة الرياضات من طرف الجنس اللطيف، لا سيما المراهقات اللواتي يبدين حرصا شديدا على تعلم مختلف رياضات الدفاع عن النفس. يتعلق الأمر برياضة الكراتيه والجيدو، وحتى الكونغ فو والتيكواندو. هو إقبال جعل سلسلة من الأسئلة تتبادر إلى أذهاننا والتي تصب جلها في الدوافع والأسباب، خاصة وأننا في مجتمع لطالما حظيت المرأة فيه بعناية وحماية خاصة من المحيطين بها، ولاستطلاع الأمر ارتأت “الفجر” التقرب من بعض المعنيات.
الرياضة سلاح لضمان الأمان في مجتمع اغتصبته الجريمة
من خلال زيارتنا الميدانية لبعض المرافق الرياضية في ولايتي الجزائر وبومرداس لمسنا التزايد المحسوس لإقبال فئة الإناث على رياضات الدفاع عن النفس، وعن السبب في ذلك اعتبرت الكثيرات ممن حدثتهن “الفجر” أن تعلم واحدة من الفنون القتالية هو طوق نجاة داخل مجتمع انتشرت فيه الجرائم، واتخذت فيه مناحي خطيرة بعدما اجتازت كل الحرمات وجعلت من الفتيات واحدة من ضمن الشرائح المستهدفة في المجتمع. ومن أجل تشييد حصن للدفاع عن أنفسهن، كانت هذه الرياضات ملاذهن الوحيد.
سمية 17 سنة، واحدة ممن احتمين بالرياضة، بعد أن اهتدت مؤخرا إلى الحل الأمثل لتفادي الخوف المفرط التي تبديه والدتها كلما خرجت من البيت، بالنظر إلى أنها يتيمة الأب، فكان إقدامها على تعلم رياضة “الجيدو” بمثابة التأشيرة التي مكّنتها من الخروج من المنزل دون أن تترك والدتها تعد الدقائق والثواني وترجح أسوأ الاحتمالات إلى حين عودتها.
نفس الشيء بالنسبة للصحفية “ف.ط” والتي اضطرتها ظروف عملها للسكن بمفردها، وللدفاع عن نفسها قررت تعلم رياضة الكراتيه التي لم تهتم باحترافها وإنما سعت فقط لتعلمها حتى تستعين بها إذا ما اقتضت الضرورة.
وآباء يشجعون بناتهن على تعلمها
لم يخف الكثير من الأولياء رغبتهم الجامحة في تعليم بناتهم رياضات الدفاع عن النفس، حيث اعتبروها سلاحا يخلّص عرضهم من مخالب المجرمين الذين تمادوا في ابتكار طرق جديدة لممارسة العنف على الفتيات، على غرار السيد “ج.س” الذي سجل ابنتيه في ناد رياضي لتعلم الجيدو منذ بلوغهما تسع سنوات، متأثرا بسيناريوهات الاغتصاب التي كانت بطلاتها فتيات بريئات عجزن عن الدفاع عن أنفسهن. لذلك، فهو ينصح كل أب بتحضير بناته لمجتمع أصبح معرضا لأن تطرح فيه أبشع التوقعات. وهو نفس ما ذهب إليه السيد “د.م” الذي اعتبر رياضات الدفاع عن النفس طوق نجاة بالنسبة للفتيات من أجل تجنب ما لا يحمد عقباه.
الشباب يعتبرونها تمهيدا للاسترجال والتمرد
ولدى طرحنا لهذا الموضوع على الجنس الخشن فقد تفاجأنا بردود أفعالهم التي اشتركت في نبذها للفكرة جملة وتفصيلا. وبين متخوف من تمرد شريكة حياته، ورافض لامرأة قوية العضلات، أجمع أغلبية الشباب الذين تقربنا منهم على أن الرجل هو من يتولى حماية المرأة من أي خطر يحدق بها، فالسيد “س.ج” 28 سنة على سبيل المثال يرفض أن تتعلم زوجته أيًّا من رياضات الدفاع عن النفس، معتبرا أن ذلك يجعلها تستغني عنه وتحرمه من أهم الواجبات التي وجد الرجل للقيام بها. من جهة أخرى، يعتبر “م.ط” 25 سنة أن تلك التي تمارس الفنون القتالية هي فتاة مسترجلة ستتخلى شيئا فشيئا عن أنوثتها في حلبات المبارزة، في حين يعتبر الكثيرون أن امتلاك المرأة للقوة العضلية يجعلها تتمرّد على الرجل داخل المجتمع.
الأخصائيون يرجعونه إلى تنامي العنف ضد المرأة داخل المجتمع
فسّرت الأخصائية النفسية بن والي نجاة، المكلفة بالمتابعة النفسية للطلبة بأحد الثانويات ببومرداس، تهافت الفتيات على هذه الأنواع من الرياضات برغبتهن الملحّة في الحصول على الاستقلالية في الحياة، في هذه المرحلة الحسّاسة من حياتهن من جهة وكذا فهي رغبة تترجم انزعاجهن من الخوف المفرط الذي يبديه أولياؤهن عليهن. في حين أرجعت الأخصائية الاجتماعية تيجاني ثريا تنامي هذه الظاهرة إلى الانتشار المخيف الذي تعرفه الجرائم والاعتداءات داخل المجتمع الجزائري، لا سيما عمليات الاختطاف والاغتصاب التي أصبح ذكرها وحصولها أمرين عاديين لا يحظيان بأية دهشة أو استغراب في صفوف المواطنين.
فيروز دباري
تراجع في عدد القضايا المتعلقة بالعنف ضد المرأة بسطيف
تشير الإحصائيات التي أفادت بها خلية الإعلام والصحافة بأمن ولاية سطيف بأنه سجل تراجع في عدد القضايا المتعلقة بالعنف ضد المرأة عبر تراب الولاية مقارنة بالسنة الماضية.
وأرجع محمد زهيد بونقطة، المكلف بالإعلام بذات الخلية، أن أسباب هذا التراجع راجع إلى وعي العائلات السطايفية بالمخاطر والآثار السلبية التي تتركها هذه الظاهرة على نفسية المرأة، كما أن للتوعية والحملات التحسيسية، حيث تم معالجة إلى غاية شهر أكتوبر الفارط 245 قضية متعلقة بالعنف ضد المرأة مقابل 279 قضية تم تسجيلها خلال نفس الفترة من سنة 2010. كما عرف أيضا عدد مرتكبي هذه الاعتداءات باختلاف أنواعها انخفاضاً خلال الفترة نفسها مقارنة مع السنة الفارطة، حيث سجل 245 متورطا خلال سنة 2011 مقابل 279 متورطا خلال السنة قبلها.
وحسب محافظ الشرطة السيد فاروق منصوري، المكلف بذات الخلية، فإن جميع هذه القضايا كانت فيها المرأة ضحية ممارسات غير قانونية على غرار الضرب والجرح العمدي وسوء المعاملة والتحرش الجنسي والاغتصاب.
ويمثل الضرب والجرح العمدي أعلى نسبة من القضايا المسجلة خلال السنة الجارية أي بمعدل 80 بالمئة تليها سوء المعاملة بمعدل 17 بالمئة و2 بالمئة فيما يتعلق بالقضايا المتبقية، حسبما أشار إليه محافظ الشرطة. وكان المتهمون في هذه القضايا ممن لهم صلة قرابة عائلية مع المعنفات من هؤلاء الضحايا وذلك بمعدل 90 بالمئة، كما أن الأزواج على رأس هؤلاء المتورطين بـ 66 حالة والابن بـ 27 حالة وآخرون ممن لهم قرابة كالأعمام والأخوال بـ 34 حالة، فيما توزع باقي الحالات على كل من الآباء والخطيب والأجانب. وأوضحت مصادرنا بأن العنف الجنسي يمس على وجه الخصوص المراهقات اللواتي تقل أعمارهن عن 18 سنة، وهو ما يبرهن مدى هشاشة هذه الشريحة في الوقت الذي تأتي فيه الشريحة المتراوحة أعمارها من 19 إلى 28 سنة في المرتبة الثانية .
عيسى لصلج
إحصائيات الأمن الوطني خلال 9 أشهر الأخيرة تكشف:
ارتفاع مذهل لقضايا العنف ضد المرأة
كشفت عميدة الشرطة بالمديرية العامة للأمن الوطني المكلفة بقضايا العنف ضد المرأة، السيدة خيرة مسعودان، عن تسجيل خلال تسعة أشهر الأخيرة 7042 امرأة مورس عليها مختلف أنواع العنف، أغلبهن متزوجات ودون مهنة أو مستوى تعليمي، خاصة في الفترات المسائية والساعات الأولى من اليوم.
أكدت العميدة مسعودان لدى تدخلها في ندوة لمحاربة العنف ضد المرأة، نظمتها الوزارة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة، أنه سجل5047 امرأة ضحية العنف الجسدي، 1570 ضحية سوء المعاملة من طرف الأصول و273 تعرضن إلى العنف الجنسي، إلى جانب تسجيل 24 حالة ضحية للقتل العمدي و4 حالة أخرى ضحية زنا المحارم.
وفيما يتعلق بصلة قرابة المتورطين مع ضحايا العنف، أشارت المسؤولة ذاتها إلى تسجيل 7215 متورطا من بينهم 3431 أجانب عن الضحية متبوع بـ 1540 من الأزواج و متورطا من أقارب الضحية. وبخصوص فئة السن الخاص بالنساء ضحايا العنف تم تسجيل 2078 ضحية، يتراوح أعمارهن ما بين 26 و35 سنة متبوعة بفئة 36 و45 سنة بـ 1596حالة وفي المرتبة الثالثة يوجد فئة السن ما بين 19 و25 سنة بتسجيل 1512 ضحية. وفيما يتعلق بالحالة العائلية للضحية، أوضحت السيدة مسعودان أن الأرقام المقدمة من طرف مديريتها، تشير إلى أنه من ضمن 7042 امرأة ضحية عنف تم إحصاء 3723 امرأة متزوجة متبوعة بـ 2012 عازبة وتليها فئة النساء المطلقات بـ 727 ضحية.
وبخصوص المستوى التعليمي، أكدت إحصائيات الأمن الوطني، أن فئة النساء المعنّفات بدون مستوى تتصدر القائمة بـ1537 حالة تليها ضحيات دون المستوى ب 1502 حالة والنساء ذات المستوى المتوسط بتسجيل 1465 حالة.
أما النساء المعنّفات دون مهنة فقد كن الأكثر عرضة لهذه الظاهرة بتسجيل 4734 حالة والموظفات بـ 1208 حالة والجامعيات بـ 321 ضحية.
وأشارت إلى أن أغلبية النساء المعنّفات قد تعرضن إلى هذه الظاهرة أثناء المساء بتسجيل 3649 حالة و2532 حالة سجلت في الصباح وأزيد من 800 حالة أثناء الليل.
ومن بين دوافع الاعتداء توضح السيدة مسعودان أن أغلبيتها تتعلق بـ”المشاكل العائلية وسوء التفاهم ودوافع جنسية ومالية”، والظاهرة منتشرة بكثرة في المدن الكبرى، حيث تم تسجيل بالجزائر العاصمة 1238 حالة تليها وهران بـ 672 ضحية والمسيلة 242 حالة. ومن جهتها، دعت نوارة سعدية جعفر، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة، لدى إشرافها على انطلاق الحملة الثالثة لمحاربة العنف ضد النساء، إلى ضرورة تكثيف جهود كل القطاعات المعنية والمجتمع المدني للتصدي إلى كل أشكال العنف الممارس ضد المرأة.
وكشفت عن تسطير قطاعها لاستراتيجية وطنية لمكافحة العنف ضد النساء ووضع مخطط وطني إعلامي في هذا المجال، مبرزة أهمية تنظيم هذه الحملة التحسيسية التي ستدوم 15 يوما لتكريس الوعي أكثر داخل المجتمع.
كما أبرزت دور التربية والمساجد في التحسيس بخطورة هذه الظاهرة عبر “تقديم دروس” حول العنف الممارس ضد المرأة والتعريف بخطورته والحث على حماية الاستقرار النفسي والمعنوي لكل شخص.
صونيا.ت
مصالح الأمن تسجل أكثر من40 قضية خلال 4 أشهر بخنشلة
كشفت مصالح الأمن بولاية خنشلة في اليوم العالمي لمكافحة ظاهرة العنف ضد المرأة المصادف ليوم 25 نوفمبر من كل عام، ورغم غياب الأرقام الحقيقية بسبب عدم التصريح عن تعرض المرأة للعنف، أن مصلحة الشرطة القضائية سجلت خلال 4 أشهر الأخيرة ما يزيد عن 40 قضية تخص العنف ضد المرأة. ومن بين هذه القضايا المسجلة 35 قضية تتعلق بالعنف الجسدي ممثلة في الضرب والجرح. كما سجلت ذات المصلحة 3 قضايا تخص الاعتداءات الجنسية، وقضيتين تخصان سوء المعاملة، زيادة على قضيتين متعلقتين بالاعتداء على الأصول، حيث اعتدى شاب على والدته بالضرب المبرح.وجدّدت الجهات المعنية دعواتها إلى ضرورة القضاء على الظاهرة ومحاربة كل أشكال العنف ضد المرأة. وفي الجزائر يوفر المشرع في هذا السياق الحماية القانونية اللازمة للنساء فضلا عن الشريعة الإسلامية التي يدين بها المجتمع والتي تكفل للمرأة حقوقا كثيرة ومكانة سامية في هرم الأمة، ما يدعو إلى المحافظة عليها ومعاملتها باليسر.
النوي سعادي
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com