تزامنا مع ظهور الدبابات لأول مرة بمنطقة هلمند قمة الناتو تشرع في الحديث عن الانسحاب البطيء من أفغانستان

 افتتحت أمس قمة الناتو ببرشلونة لاتخاذ قرارات هامة قد ترهن مستقبل أفغانستان، كأكبر قاعدة خلفية للحلف في آسيا الوسطى. ذلك ما جعل روسيا ـ التي حاولت، دون جدوى، قبل أمريكا بسط سيادتها على بلد الأفغاني ـ تتشبث بموضوع الدرع الصاروخي حتى لا تبقى خارج المعادلة.وصل أمس قادة الدول إلى العاصمة البرتغالية لشبونة في قمة مصيرية تعلن الانتهاء الرسمي للحرب الباردة والدخول في حرب الإرهاب، بتوجيه الرؤوس النووية الأوروبية نحو إيران بدل روسيا. القمة وضعت تحت عنوان المرحلة الانتقالية لأفغانستان، بمعنى أن الحلفاء اتفقوا فيما بينهم على تدعيم القوى المحلية قصد الانسحاب الكلي في آفاق 2014 وليس في 2011 كما كان معلنا من قبل.وقال الرئيس الأمريكي، قبل أن تطأ قدمه أرض البرتغال، إن أمريكا لا تنوي ترك أفغانستان ومصيرها، ليفهم ما يفهم من الكلام المشفر. وقال إن قمة لشبونة ''ستوحد وجهات النظر في مسألة الفترة الانتقالية'' في أفغانستان، وفقا لمطالب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي. وأعلن عن تخفيض نسبي لقوات الناتو ابتداء من الصيف القادم. في نفس الوقت، حسب معلومات سربتها ''واشنطن بوست''، نشرت الولايات المتحدة لأول مرة دبابات كبيرة من نوع ''م1 أبرامز'' في منطقة هلمند، جنوب أفغانستان، ''لتخويف طالبان بقوتهم النارية''. وتشير الصحيفة إلى أن نشر الدبابات يعبر كذلك عن حالة يأس انتابت الأمريكيين والأفغانيين على حد سواء. وتمحورت محادثات أمس في موضوع الدرع الصاروخي الأوروبي بخفض معداته خلال العشر سنوات القادمة. فيما يترقب الحضور إزالة الخلاف الفرنسي ـ الألماني في سياسة الردوع النووية، علما أن الحظر على ألمانيا واليابان مازال قائما.من جانبه، يقول أوباما إنه لن يتخلى عن سلاحه النووي في وقت يكتسبه الغير، ويرتقب عقد شراكة بين الطرف الروسي والناتو في المجال الأمني، وقد تحول الخصم إلى حليف في السنوات الأخيرة.