ترويج صور "مفبركة" لتغذية الفتنة في غرداية

لم تمض بضع لحظات من إثارة الشغب بين أهل البلد الواحد في غرداية الأسبوع الفارط، إلا وتجددت معها إشاعات أطياف الفتنة، ليستثمروا بعد أزيد من سنتين من بداية الفتنة الطائفية في موقع الفايسبوك وينشروا صورا مفبركة لأشخاص قتلوا بعد مشادات مع مصالح الأمن، جاء التعليق عليها على أساس أنهم ضحايا بغرداية، لنتأكد عبر المواقع الإخبارية الرسمية أنها صور لقتلى بسبب قمع السلطات البحرينية في المنامة بأسلحة الخرطوش مسيرة تشييع جثمان الشهيد يوسف النشمي سنة 2013.تنقل مصادر إعلامية وطنية الأوضاع التي تعيشها غرداية جراء العنف الطائفي سقوط قتلى وجرحى، كما تشير المصادر التي تنقل الخبر من عين المكان أن الأجواء بالمنطقة كارثية يخيم على مواطنيها الخوف من حرب أهلية.. لكن الدعاية تنشط بحذافيرها لمثل هذه الأحداث وتستفيق لرمي الزيت على النار. وبسبب أن صناعة وتغذية الفتنة بغرداية التي طالما عرفت بهدوئها وصفاء سريرة سكانها لم يعلم مصدرها بعد، فإن ذلك يزيدهم نشوة لخدمة مصالح الأعداء، حيث نشر فايسبوكيون صورا تنسب عمليات القتل فيها لمصالح الأمن ومواطنين ميزاب إباضيين في حق العرب المالكيين.. لتكون المشاهد مؤثرة ومخيفة تصف مدى بشاعة الوضع وتطوره. وليتساءل مسؤولون ومواطنون عن الهدف الذي يكمن وراء أحداث غرداية من قبل أطياف الفتنة، رغم أن نشطاء حقوقيين يؤكدون أن استقرار الجزائر بعد الربيع العربي الذي وقعت في فخه دول عربية يثير قلق المهووسين بالفوضى. تبين عبر بحثنا عن مصدر الصور المروج لها على أساس أنهم ضحايا من غرداية أنها صور لقتلى سقطوا في المنامة بالبحرين حسب موقع ”قناة العالم”، بعد تشييعهم جثمان يوسف النشمي الذي توفي جراء التعذيب في سجون بلدته في أكتوبر 2013، وهي الحادثة التي استفزت مشاعر مواطنين رفعوا شعارات تطالب بالقصاص. وقد قامت قوات النظام البحريني حينها بإطلاق قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع واستعمال أسلحة الخرطوش حسب ذات الموقع، بغية تفريق متظاهرين حاولوا الوصول إلى دوار اللؤلؤة في المنامة. وتظهر الصور شابا مصابا برصاص في مختلف أنحاء جسمه، واثنين آخرين إصابتهما بالغة على مستوى الرأس. تجدر الإشارة إلى أن جميع التجار الميزابيين بجميع ربوع الوطن أعلنوا إضرابا مفتوحا منذ إيقاد نار الفتنة بين الإباضين والمالكيين الأسبوع المنصرم إلى غاية تجسيد حل فعلي من قبل السلطات لإنهاء أحداث غرداية نهائيا. ونظرا لكون نوع التجارة التي يعتمدها الميزابيون حساسا واستهلاك منتوجاتها واسع الانتشار وضروريا للحياة اليومية، فإن المواطنين يشعرون بالتوتر والقلق في الوقت الراهن. سمية كحيليتشييع ضحايا أحداث القرارة في ظروف هادئةشيع أمس، إلى مثواهم الأخير، ضحايا أحداث القرارة بولاية غرداية، في جنازتين منفصلتين بكل من مقبرة بابهون، ومقبرة سيدي عبد القادر، بحضور نواب من المجلس الوطني ومجلس الأمة والسلطات الولائية وأعيان الولاية ودعاة وأئمة. وجرت مراسيم التشييع، في ظروف هادئة وعادية وسط إجراءات أمنية مشددة، في حين تعرف مختلف أحياء غرداية هدوءا حذرا، حيث انتظم أهالي الولاية إلى جانب مصالح الأمن لحماية ممتلكاتهم.