قد تفقد الأنثى عذريتها قبل الزواج، لأسباب عدة لعل أهمها حالة الانفتاح التي يعيشها المجتمع، والحرية الإعلامية بما يخص الأمور الجنسية، وبخاصة المواقع الجنسية بكافة أطروحاتها، سواء كانت إباحية أو علمية تربوية وتثقيفية، فقد لعبت هذه دورا هاما في تشجيع الممارسة قبل الزواج، ناهيكم عن الحاجة الفيزيولوجية للعملية، التي تترافق مع إغراءات الحياة العصرية.
الفتاة تتخلى عن عذريتها نتيجة ظروف مختلفة أهمها التخلّي عن مفهوم الشرف بدعوى الحب، ووعود الزواج المعسولة من قبل الشباب بعدما تلقين أيمانا غليظة بذلك، بينما لجأت بعض الإناث لذلك بعد امتهانهن تجارة الجسد، وبما أن غشاء البكارة هو رمز ودليل عفة الفتاة وطهارتها غير أن كثيرات يسترجعن عذريتهن بعد عمليات ترقيعية.
للتعرّف على حقيقة هذه العمليات، أثمانها، من يقوم بإجرائها ومدى انتشارها في مجتمعنا، حاولنا الوصول إلى بعض العيّنات من خلال معارفنا ورغم أننا وجدن صعوبة في سماع الحقيقة من أفواه صاحباتها، إلا أن بعضهن كنّ أكثر جرأة وتحدثن عن سبب فقدانهن لعذريتهن والطريقة التي اتبعنها لاسترجاعها. «السلام” كان لها لقاء مع بعض الحالات فمنهن من لجأت إلى الترقيع خوفا من العار، ومنهن من فقدت الأمل وأكملت في طريق لا نهاية معلومة له. أحلام 25 سنة كانت إحدى اللواتي فقدن عذريتهن بعد علاقة غير شرعية، تحكي لنا عن هذا قائلة “كنت على علاقة مع شاب دامت خمس سنوات، كان يتحكّم بي وكأنه زوجي وإن رفضت له شيئا يبرحني ضربا، وذات مرة طلب مقابلتي فرفضت فجاء أمام بيتنا وهدّدني باقتحامه في حال لم أخرج إليه، فلم يسعني شيئا غير لقائه”، تصمت قليلا وتواصل: ؛أخذني بعيدا ونال مني بالقوة، بكيت بعدها بحرقة وكسرت شريحة هاتفي”، تضيف: “بعد سنوات من الحادث تعرفت على شاب أخر فتقدم لخطبتي، خفت أن يكتشف أمري، بحت بسري لصديقتي التي وقفت بجانبي واقترحت عليّ خياطة البكارة عند طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد، وحدّدت الموعد بعد عناء طويل بثلاثة أيام قبل الزواج” وعن ثمن العملية تفيد المعنية “تمت العملية ب30 ألف دينار، أما عن كيفية إجرائها فتخبرنا “لا أعلم شيئا سوى أنه تم تخدير المنطقة ثم خياطتها”، مشيرة إلى احساسها بوجود ألام كثيرة بعد ساعات من الخياطة.
متزوجات يقبلن على الترقيع تخليدا لذكرى ليلة الدخلة
صورية 35 سنة موظفة بمؤسسة خاصة، واحدة من النساء اللواتي قيل لنا أنها ستفيدنا في الموضوع، ولم تتردد في الحديث إلينا لأنها وبكل بساطة ترى أنها لم تفعل ما تخجل منه، تقول عن تجربة الترقيع التي أنهت علاقة بزوجها: “أردت أن أفاجئ زوجي في ذكرى يوم زواجنا، فقمت بترقيع بكارتي معتبرة أن الذي فعلته سوف يسّره، لكن كانت الفاجعة الكبرى لما علم بذلك، انقلب الأمر رأسا على عقب، لأجد نفسي في المحكمة أواجه دعوى طلاق بعد أن اتهمني بالخيانة، عملت كل شيء لأثبت حسن نيتي لكن محاولاتي باءت بالفشل”، وعن ردّة فعلها تردف قائلة: “أنا جدّ نادمة لكن الله يعلم بأنني بريئة ولم أرتكب أي فعل أخجل منه”، صورية اليوم تعيش مع ابنها عند أهلها بعدما تعلمّت أنه لا مزاح في الأمور الجدية، أما صليحة فتؤكد أنها سلمت من الفضيحة بعدما تعرضت لإغتصاب من قبل صديقها الذي كانت تواعده، وبعدها تزوجت من رجل أرمل كان يعلم بأنها فاقدة للعذرية، ولكن ارتأت ان تقوم بالعملية ورغم أنها اليوم أم لطفلين إلا أن شعور الندم لا يفارقها.
الشباب بين رافض ومتفهم لأمر الترقيع
إن مسألة الترقيع ليست بالشيء الجديد على مجتمعنا والعديد يدرك ذلك لذا دفعنا فضولنا للتعرف على رأي الطرف الآخر في الموضوع، وزيادة على ذلك قمنا باستجوابهم هل يقبلون بمن اضطرتها الظروف للترقيع كزوجة؟، فتعددت الآراء ولكن الأغلبية الساحقة ضحكوا مستهزئين من سؤالنا، حيث صرّح أحمد 35 سنة أعزب مهندس معماري قائلا “لا أقبل بها كزوجة، وموقفي واضح مهما كانت ظروفها، باستثناء حالة من تعرضّت للإغتصاب دون أن تكون طرفا في ذلك، ولكن يصعب معرفة الحقيقة”، أما عماد 22 سنة طالب جامعي فكان أكثر رأفة حيث يقول “مهما يكن فهي فتاة وكما يقول المثل ناقصة عقل ودين، وفي نفس الوقت هي ضعيفة، لكن كان يجب عليها أن تحافظ على شرفها وتميّز بين الصحيح والخطأ”، وعن رضاه بها كزوجة يجيبنا “في الحقيقة ممكن خاصة إذا أحببتها وكانت قد صارحتني، ولكن إن أخفت عنّي وخدعتني فسأرفضها رفضا قاطعا”، فيما صرّح رشيد 40 سنة مطلق قائلا “مجتمعنا لا ينصف المرأة دائما فهو يقف إلى جانب الرجل مهما كان خطأه، وما أريد أن أقوله هو أنه يجب أن يعاتب الإثنان فإذا رفضت هي كزوجة يرفض هو كذلك كزوج يحمل مسؤولية بيت”، مشيرا في سياق حديثه أنه يقبلها إن صارحته قائلا “بما أنني مطلق فلا حرج لدي”.
سفيان 32 سنة أعزب موظف، رغم أنه يرفض الأمر ويعتبره غير قابل للنقاش ولا يستثني من ذلك من قال أنها تمارس الجنس السطحي، وعذريتها سليمة فهو يعتبر أن الغشاء ليس معيارا دائما لعفة الفتاة، أما نجيب 36 سنة رفض الحديث عن الترقيع مكتفيا بالقول: “على أي الفرد يرتكب خطأ أن يستفيد منه لا أن يسير نحو خطأ أخر”، يضيف “على الفتاة التي تفكر باللجوء إلى العذرية المزيّفة أن تخاف الله، ولا تخدع من أرادها زوجة، فإن صارحته فمن الممكن أن يتقبلها كما هي”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : كريمة بن عيسى يحي
المصدر : www.essalamonline.com