تربية الحيوانات الأليفة ليست موضة أو تباهيا أمام الناس فحسب، بل هي أيضا وسيلة للعلاج من عديد الأمراض، بحسب ما يؤكده المختصون على غرار الإعاقة الحركية والتوحّد والكآبة والانطواء والعزلة، كما أنها وسيلة للقضاء على العنف وإدخال الهدوء والطمأنينة إلى قلوب أصحابها.ذكرت البيطرية هيفاء رزاقي في حديثها ل"الشروق"، "أنّ المسنين يستأنسون بوجود هذه الحيوانات ويربطون معها علاقة وطيدة في الحدائق والشوارع وهذا ما نسعى إليه أنسنة الحدائق، فأحيانا يحضر المسن إلى الحديقة من أجل إطعام الحيوان، فهو بذلك على الأقل يشغل فكره بالحيوان وليس بأفكار الانتحار والوحدة وانفصام الشخصية كما أنّه يشغل وقته ويصاحبه".وتساهم الحيوانات، برأي رزاقي هيفاء التي أّلّفت كتابا عن العلاج بالحيوان، في الكشف عن الأطفال المصابين بالتوحّد، فالطفل الذي لا يتحرك ويبقى ساكنا أمام الحيوان يعني أنه مصاب بالتوحد، واكتشف الأمر لأول مرة بالصدفة عندما نسيت إحدى الأمهات طفلها في البيت مع الكلب لوحدهما وبقي الطفل في مكانه دون أن يتحرك أو ينتبه لوجود الكلب وبعد دراسات عديدة تم التوصل إلى أنّ الحيوان بإمكانه المساعدة في الكشف عن مرض التوحّد.ويؤكد أغلب المختصين النفسانيين أنّ العنف مع الإنسان ينطلق من عنف مورس سابقا مع الحيوان كما أنّ المجرمين والمغتصبين والمعنفين كلهم مارسوا وجرّبوا الأمر سابقا مع الحيوان.وعندما ينعدم إحساس الشخص ولا يتألم لأنين الحيوان وصراخه فإن الأمر ينذر بالخطر.وحسب هيفاء رزاقي واستنادا إلى دراسات عليمة وإحصائيات رسمية فإن 80 من المائة من حالات الإجرام تحيلنا إلى سوابق الشخص مع الحيوان.واستشهدت البيطرية بحادثة في بلدية بن عكنون لأطفال كانوا يسمرون الحيوانات على لوح خشبي ولما اشتكى الجيران ونبّهوا الأولياء لم يتحرك هؤلاء إلى أن جاء يوم وجرّبها على أحد الأطفال الذي نقل على جناح السرعة للمستشفى.وفسّرت المتحدثة قائلة "إذا لم يتأثر الإنسان بصراخ الحيوان فهذا يعني أن مشاعره تجمّدت وأنّه فقد الإحساس وبالتالي يمكنه فعل كل شيء".حتى المساجين تضيف هيفاء يمكن علاج عدوانيتهم من خلال تربيتهم للحيوان وبهذا نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد، وفّرنا العلاج للإنسان وتخلصنا من الآفات الاجتماعية كما أننا حافظنا على حياة الحيوان.وحدّد الأطباء 5 أنواع من الحيوانات لها تأثير ايجابي في علاج الإنسان، حيث أكدت الدراسات أنّ تلك الحيوانات تساعد في علاج المرضى المصابين بأمراض مثل الضغط والتخلّف العقلي وباركنسون والاضطرابات النفسية ومرض السكري وغيرها. وذلك لأن هذه الحيوانات تملك طاقة معينة تؤدي بعد تفاعلها مع طاقة الإنسان إلى شفاء المصاب من مرضه.واكتشف العلماء أن الحيوانات التي تملك مثل هذه الطاقة هي القطط المنزلية، حيث أن لمسها يساعد في المحافظة على مستوى ضغط الدم وتخفيف العدوانية والشعور بالألم في القلب والمعدة والقدمين والكبد، فهي تشعر بالعضو المصاب في جسم الإنسان، وتقترب منه وتمتص الطاقة السلبية منه، وكذلك الكلاب التي تزيل الشعور بالتعب والإرهاق، لأنها تعطي طاقتها إلى الإنسان، ويفضل لمس الكلاب عند انخفاض ضغط الدم والغثيان وفي فترة النقاهة، فالكلاب تشعر بانخفاض مستوى السكر في الدم وتحذّر الإنسان قبل حدوثه.أما الحيوان الثالث فهو الحصان، وهو حيوان يساعد على شفاء الإنسان، من الاضطرابات النفسية، وخاصة مرض التوحّد عند الأطفال.والحيوان الخامس الذي حدّده العلماء هو الثعبان، حيث يحقق الاسترخاء للإنسان وأن سمّ بعض الثعابين يستخدم في علاج الأوردة.كما تساعد الحيوانات الأليفة كالأرانب والماعز والببغاوات على تطوير القدرات الحركية والحسية والاجتماعية للمعاقين حركيا، من خلال جلسات علاجية.وقبل تقديم الطفل من ذوي الإعاقة لخوض هذه الجلسات يتم تقييم حالته من قبل الاختصاصيين لمعرفة مدى استجابته الممكنة لهذه الجلسات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/03/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : كريمة خلاص صحافية بقسم المجتمع جريدة الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com