اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إسبانيا وأوروبا بناء جدار في الصحراء جنوب المغرب العربي – الأمازيغي، لمنع وصول المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا. وينطلق ترامب من تجربته الخاصة مع المكسيك. لكن هذه المرة يبدو أنه لا يدرك معطيات الواقع السياسي بحكم استحالة تحكم أوروبا بالهجرة وبناء جدار في منطقة لا تسيطر عليها.في هذا الصدد، كشف وزير الخارجية الإسباني، جوزيف بوريل، في ندوة عقدت يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري في «نادي القرن 21» في العاصمة مدريد، وهو فضاء للنقاش السياسي والاقتصادي والثقافي، عن مقترح دونالد ترامب عندما التقاه وناقش معه التحديات التي تطرحها الهجرة الأفريقية على دول الاتحاد الأوروبي أمام ارتفاع ظاهرة قوارب الهجرة، وشدد على بناء جدار في الصحراء الكبرى يفصل بين دول المغرب العربي وباقي أفريقيا. وقال ترامب إن الحدود في الصحراء لا يمكن أن تكون أكبر من الحدود الأمريكية – المكسيكية.
وينطلق ترامب من رؤيته للهجرة المقبلة من أمريكا اللاتينية، حيث يراهن على تعزيز الجدار الفاصل مع الأراضي المكسيكية، وهو الجدار الذي تم البدء في تشييده إبان رئاسة بيل كلينتون في التسعينيات، ثم مع الرئيس جورج بوش الابن. ويرغب ترامب في تمديده إلى الحدود الجنوبية الشرقية بدل اقتصاره حاليًا على الحدود الغربية الشرقية لاحتواء الهجرة اللاتينية.
ويواجه ترامب رفضًا كبيرا لبناء الجدار، خاصة بعد وصول رئيس جديد إلى المكسيك هو لوبيث أوبرادور، الذي سيتولى الرئاسة خلال كانون الثاني/ يناير المقبل، ويتميز بطابعه الحاد في الدفاع عن مصالح المكسيك وكرامتها.
وجعل ترامب من مكافحة الهجرة نقطة أساسية في برنامجه الانتخابي الذي أوصله إلى رئاسة البيت الأبيض، وبدأ بتطبيقه لاحقًا من خلال الحد من اللجوء السياسي وتشديد إجراءات الدخول إلى الولايات المتحدة ثم طرد المهاجرين الذين لا يتوفرون على إقامة قانونية في البلاد.
ومن ضمن الأحداث المثيرة في علاقة ترامب بالهجرة والمغرب هو توظيفه خلال الحملة الانتخابية لشريط فيديو لمهاجرين يقتحمون السياج الفاصل بين مليلية والأراضي المغربية، وتقديمه على أساس أن الأمر يتعلق بمهاجرين مكسيكيين يقتحمون السياج الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك.
لكن هذه المرة يبدو مقترح ترامب غير واع بالوضع الجغرافي والسياسي في أفريقيا، حيث لا تمتلك إسبانيا ولا دول الاتحاد الأوروبي سيطرة سياسية لفرض بناء جدار عازل في الصحراء، كما أن تكلفته المالية ستكون عالية للغاية بعشرات المليارات من اليورو، وفي بيئة غير مستقرة وتتميز بوجود جماعات إرهابية.
وثمة اختلاف كبير بين الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب ودول الاتحاد الأوروبي في معالجة الهجرة؛ فبينما يراهن الأول على إجراءات أمنية مشددة مرفقة بتصريحات غير دبلوماسية في حق شعوب باقي العالم وخاصة أفريقيا وأمريكا اللاتينية، تحاول الدول الأوروبية الرهان على الحلول الاقتصادية. وفي هذا الصدد، انتقد وزير الخارجية الإسباني في الندوة المذكورة الميزانيات الضعيفة المخصصة لمساعدة أفريقيا لمواجهة التحديات الاقتصادية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/09/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحوار
المصدر : www.elhiwaronline.com