تواصلت المناوشات بين رجال الشرطة وجماعات من الشباب على فترات متقطعة ببعض أحياء ومدينة معسكر، في إطار تبعات وفاة الشاب (أ. س) إثر توقيفه من طرف عناصر الأمن مساء يوم الأربعاء الماضي بالقرب من مسكنهم بحي سيدي سعيد للإشتباه فيه.
المناوشات التي تندلع عادة بعد المغرب، ويستعمل فيها الشباب الزجاجات الحارقة والحجارة لرجم رجال الشرطة، الذين يضطرون إلى إستعمال الغازات المسيلة للدموع في مطاردتهم للمشاغبين، أسفرت عن توقيف عدد من المشاركين في هذه الأحداث، أحيل منهم إلى غاية أول أمس الخميس 20 مشتبها فيه، أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة معسكر تحت إجراءات أمنية مشددة، ميزها طوق أمني من طرف عناصر وحدة مكافحة الشغب حول مقر المحكمة للحيلولة دون دخول أهالي الموقوفين الذين أرادوا مرافقة أبنائهم لدى مثولهم أمام وكيل الجمهورية.
وقد حضر التقديمة بالمحكمة 12 شرطيا من فرقة مكافحة الشغب ممن أصيوا خلال المواجهات بجروح، للإدلاء بشهاداتهم والتعرف على المعتدين عليهم من بين الموقوفين الذين ضبط مع بعضهم زجاجات حارقة مصنوعة من زجاجات الخمر الفارغة المملوءة بمادة البنزين والتي ألقيت حتى على خيمة العزاء المنصوبة في جنازة الشاب المتوفي وتسببت في حرقها جزئيا.
وبينما تحدثت مصادر عن إصابة بعض المشاغبين بجروح نقلوا على إثرها إلى المستشفى جراء الرشق بالحجارة بشكل عشوائي، استمر رجال مكافحة الشغب في مطاردة وتوقيف المشاركين في أعمال الشغب التي تجددت ليلة الخميس إلى الجمعة ببعض الأحياء، ولاسيما حي المنطقة التاسعة، حيث يحاول المشاغبون كل ليلة الإعتداء واقتحام مقر الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي كما جرى خلال أحداث الزيت والسكر في بداية العام.
وينتظر مواصلة تقديم الموقوفين في هذه الأحداث أمام وكيل الجمهورية هذا الأحد تباعا بتهم الاخلال بالنظام العام والتجمهر غير المرخص وتخريب ملك الغير، في وقت تتواصل التحقيقات حول أسباب وفاة الشاب الذي كان سببا في إندلاع هذه المناوشات علما أن الطبيب الشرعي سيقدّم بدوره خلاصة خبرته عن تشريح الجثة يوم الأحد، مما سيزيل الكثير من الغموض الذي أحاط بظروف وفاة الضحية.
تبقى الإشارة إلى أن الكثير من المناوشات التي تندلع حاليا وفق توقيت محدد وتحت جنح الظلام بدأت تبتعد عما يبررها وأضحت مجرد تحرش برجال الشرطة الذين أظهروا تشددا في مواجهة كل أنواع المخالفات التي نخرت قيم المجتمع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/10/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أ بن نعوم
المصدر : www.eldjoumhouria.dz