الجزائر

تخييم البراري نشاط ينتعش من جديد في الجزائر



* email
* facebook
* twitter
* linkedin
عادت أنشطة التخييم البراري من جديد إلى الجزائر، بعدما كانت من عادات الشباب في السبعينات، في مرحلة لم تكن تشهد الجزائر هذا القدر من الفنادق والمخيمات التي أصبحت اليوم تنتشر هنا وهناك، حيث أرجع الشباب عودة هذا النشاط من جديد إلى الاستقرار الأمني في الجزائر، وعدم رضا الكثيرين من خدمات الفنادق أو ارتفاع أسعارها، لاسيما خلال الذروة، سواء في فصل الصيف أو في المواسم الأخرى التي تشهد سياحة خاصة بها في أحضان الطبيعة الجميلة.
خلال مشاركة "المساء" في إحدى مخيمات البراري مؤخرا، بولاية سكيكدة، شرق الجزائر على شاطئ "صوفيا"، وقفنا على مدى اهتمام شباب اليوم بهذا النشاط الذي يبدو أنه عاد بكل قوة، حيث تجد المشاركين على إدراك كامل وشامل بحاجيات التخييم وتمضية اليوم، والنوم تحت ضوء القمر ولمعة النجوم في السماء.
كان تواجدنا هناك بمثابة التواجد في جزيرة عذراء، يصعب الوصول إليها إلا بقوارب صغيرة، لا يعرف طريقها إلا سكان المنطقة، لا تزال تلك الجبال الشامخة أمامها تغطي واجهتها ورمالها الذهبية، خوفا عليها من البشر الذي قد يهدد جمالها بترك مخلفاته عليها وتحويلها إلى مكبة عمومية.
إن الوصول إليها بعد المشي لأربعة كيلومترات على الأقدام، بمثابة السير في متاهة صعبة وطريق وعرة، لكن المفاجأة هناك تستحق العناء، لتبدأ المغامرة بتنصيب الخيمات، وتحضير كل معدات التخييم قبل اختفاء ضوء الشمس، إذ تصعب المهمة أكثر آنذاك.
وحين يختفي الضوء، أسرع المشاركون في المخيم الذين كانوا أكثر من خمسين شخصا من شباب وشابات وعائلات رفقة أطفالهم، وحتى بعض الحيوانات الأليفة التي رافقت أصحابها هناك، لبداية مرحلة التعارف بعدما احتك الحاضرون فيما بينهم، ليصبح المخيم عائلة واحدة، وانطلقت الجماعات في إعداد العشاء جماعة بأوان بسيطة لتحضير أطعمة خفيفة.
للحديث عن التخييم، اقتربنا من بعض الشباب الذين أوضحوا أن هذا النشاط أصبح يستهوي الكثيرين، لاسيما الشباب، في ظل استقرار الأوضاع الأمنية في الوطن التي تسمح للشباب وحتى العائلات، بالمكوث هناك والبيت لليالي دون خوف من اعتداءات أو غير ذلك، أشار هؤلاء إلى أن في التخييم جمال لا يعرفه إلا مجربه، فحتى وإن كانت الوضعية تبدو مزرية، إلا أن اليوم كل المستلزمات متوفرة، ويمكن توفير أجواء الراحة في تلك الأماكن بعيدا عن البيت. فالديكور هناك يشعر الفرد بالراحة النفسية عند النهوض باكرا، بسبب أشعة الشمس التي تضرب مباشرة الخيمة وتدفع الفرد إلى النزول إلى الماء، للاستجمام واستغلال السباحة مع الأسماك التي تصل إلى الشاطئ الهادئ ، حيث يجعلها فضولها تقترب من أرجل السباحين، ويساعد تخييم البراري العشوائي، كما سماه البعض هناك، على التعرف على أشخاص جدد وتعلم المشاركة في الأعمال، سواء بإشعال نار التخييم أو الطبخ أو غير ذلك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)