تخلي وزير الثقافة عن الدعم رغم مساندة الجهات العليا

قدم المخرج لطفي بوشوشي خلال ندوة صحفية عقدها مساء أمس بفندق «سبايس» حصيلة جولته الترويجية لفيلمه «البئر» بالولايات المتحدة المرشح للقائمة الطويلة لأحسن فيلم ناطق بالأجنبية بالأوسكار والذي ستجري فعالياته شهر فيفري القادم.المخرج أشار إلى أن الفيلم عرض بنيويورك ولوس أنجلس ضمن حملة ترويجية انتهت رسميا يوم 12 ديسمبر الجاري ولاقى إقبالا كبيرا من الجمهور والنقاد، كما أكد المتحدث أن الفيلم سبق أن نال الدعم المطلوب من الصحافة الجزائرية ومن الجمهور، لكنه عانى من نقص الدعم الرسمي أي وزارة الثقافة، حيث اكتفى الوزير بالوعود على الرغم من أن الفيلم يمثل الجزائر في محفل دولي ورغم أن رئيس الجمهورية منحه رعايته السامية وكذا الوزير الأول الذي طالب بدعمه، كما تنصلت جهات أخرى من رجال الأعمال والصناعيين ولم توف بوعودها.في المقابل، شكر المتحدث كل من شارك في تمويل الفيلم منها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ب3 مليون دج وشركة نفطال ب2 مليون دج ومؤسسة لافارج للإسمنت ب1 مليون سنتيم، إضافة إلى جهات أخرى منها مترو الجزائر ويسعد ربراب. وهنا استحضر بوشوشي فيلم «خارج القانون» لرشيد بوشارب الذي شارك سنة 2012 بنفس التظاهرة وموّلته الجزائر ب400 ألف أورو أغلبها من سوناطراك ووزارة الثقافة، وحاليا فإن المخرج بوشوشي مدان لجهات عديدة كي يموّل حملته التي هي تجربة جديدة بالنسبة إليه وبالنسبة للسينما الجزائرية وهدفه هو التتويج وليس فقط المشاركة ويقول «لو دعمتنا وزارة الثقافة لذهبنا زيادة على الرأس المرفوع بجيوب غير خاوية» ليسهب في تذبذب مواقف الوزارة التي دامت سنتين حيث أنها أوقفت مؤسسة الإشعاع الثقافي ممولة الفيلم واستبدلتها بأخرى ثم أعادتها مرة أخرى مما سبب اضطرابا في التمويل والمتابعة.عن تجربة الترويج للفيلم بالولايات المتحدة، قال المتحدث إنها كشفت مدى النقص الذي نعانيه في هذا المجال وأيضا في جانب التسويق مما سبب في غياب أفلامنا الجزائرية رغم جودتها ومستواها الفني العالي، مستشهدا بفيلمه الذي استمتع به الجمهور الأمريكي والذي فاق في الحصة الواحدة 125 مشاهدا خاصة وأنه يعرض فكرة جديدة متمثلة في البطولة الجماعية وهو ما اعتبره النقاد والصحافة هناك ببطولة المدنيين في الحرب عكس ما عرفه المشاهد عبر العالم من أن البطولات في الحرب يحققها العسكريون والفدائيون بينما في فيلم البئر البطولة المطلقة للنساء والأطفال والشيوخ.توقف المخرج عند الخدمات الجليلة التي قدمتها قنصلية الجزائر بنيويورك وكذا سفارة الجزائر بالولايات المتحدة والتي أدهشها الجمهور المتوافد بكثرة.ذكر المخرج أن الفيلم عرض في أغلب مناطق الجزائر وسيستمر في العرض إلى غاية نهاية الشهر الجاري، كما حاز على عدة جوائز دولية وعرض بقطر وفيينا ومارسيليا واليوم بليل الفرنسية وفي 11 جانفي ببرلين وفي 19 ديسمبر بحاسي مسعود، في إطار عرض الأفلام العربية ال7 المرشحة للأوسكار منها فيلم «الشباك».