تعليقا على مقارنتك وضعيتنا مع تونس، المؤكد أن الأمم التي تتقدم هي التي حسمت انتماءها الحضاري، ولهذا تتقدم ألمانيا وبريطانيا، بل وتركيا وماليزيا، وتراوح بلجيكا مكانها. أما مصر التي كانت رائدة الثقافة في الوطن العربي، فأصبحت تعيش وضعية أسوأ من وضعيتنا في كل الميادين، حتى ميدان الفن، لأن الناس هناك أسرى التساؤل البليد: هل نحن عرب أم فراعنة، وهل نحن أفارقة أم مسلمون؟ أما عندنا فالحال أكثر سوءا، ولهذا تنفق الدولة على التعليم أضعاف ما تنفقه بلدان أخرى، ولكن خيرة الإطارات تفر إلى الخارج، حيث لم نزرع فيها الانتماء إلى وطن تتكامل مقوماته التاريخية والحضارية، ولهذا يختار مفكر محسوب علينا أن يدفن خارج بلاده، بعد أن عاش حياته بعيدا عنها، والعلم عند الله.م.دينيا دكتور عميمور ظاهر كلامك صحيح، لكن باطنه فيه قولان.1- أمريكا أصبحت قوة أولى في العالم وهي أشتات حضارية من كل بقاع العالم حتى عبيد إفريقيا، لكن العرب الذين يوحدهم كل شيء ولا يفرقهم أي شيء من الجغرافيا إلى التاريخ إلى الدين إلى اللغة.. وحتى الاستعمار كان واحدا فرنسا وبريطانيا، ومع ذلك لم يتقدموا لأنهم اتفقوا على أن لا يتفقوا، كما قال ابن خلدون.المصريون ضيّعوا العرب ووحدة العرب في الخمسينيات والستينيات ليس بسبب الهوية، بل لأن المصريين أرادوا تشييد وحدة عربية بالعرب وليس مع العرب، وهي النرجسية المصرية التي أدت إلى كوارث الهزائم العربية أمام إسرائيل وأمام بقايا الاستعمار، واليوم يواجه المصريون مصيرهم أمام بعضهم البعض بشوفينية محلية لا تختلف عن شوفينية قيادة المصريين للعرب نحو الوحدة، المصريون اليوم يريدون تشييد مصر ببعض المصريين.. حدث هذا مع الإخوان ويحدث مع أزلام السيسي الآن.نحن في الجزائر ليس عندنا ملل ونحل كما هو الحال في دول الشرق الأوسخ، ولكن بعضنا يحاول خلق مشكلة مع نفسه، شعبنا ليس له أي مشكلة مع هويته بأبعادها الثلاثة وتسييس التعامل مع روافد هذه الهوية هو الذي جعل البلاد تغرق في متاهات البحث عن الذات.. في حين أن شعبنا لم يضيّع ذاته حتى في أحلك ليالي الاستعمار.ورحم الله سعد دحلب الذي قال للويس جوكس: أنت تبذل جهدا ثقافيا كبيرا كي تثبت بأنني فرنسي.. أما أنا فلا أحتاج إلى جهد ثقافي كي أحس بأنني لست فرنسيا. مع تحياتي لك يا كبيرنا الذي علمنا السحر؟ǃ
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/10/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سعد بوعقبة
المصدر : www.elkhabar.com