الجزائر

تحقيقات حول ضلوع "أياد أجنبية" في أزمة غرداية



تحقيقات حول ضلوع
تقاطعت تحذيرات كبار مسؤولي الدولة وأعضاء حكومة عبد المالك سلال من "مؤامرة" تحيكها مخابر استخباراتية عالمية ضد الجزائر من بوابة "النزاع الطائفي في غرداية"، مع تأكيدات شخصيات دولية وجود أياد أجنبية تشتغل بتواطؤ مع أطراف داخلية على "إشعال نار الفتنة". وقد دفعت التطورات غير المسبوقة لأحداث غرداية مصالح الأمن لتسليط الضوء على كافة الجوانب المتصلة بالأزمة من خلال جمع الأدلة والقرائن التي تثبت تورط جهات خارجية في تحريك النعرات المذهبية في عاصمة ميزاب بين المالكيين والإباضيين، رغم نفي وزير الدولة وزير الداخلية السابق الطيب بلعيز خلال شهر جانفي من السنة الماضية، وجود أدلة "قاطعة" تؤكد وجود أيادي أجنبية متورطة في أحداث غرداية، إلا أن مجرى الأحداث والوقائع أثبت غير ذلك بالاستناد إلى تصريحات الرسميين التي أجمعت على أن ما يحدث في غرداية "مؤامرة خارجية تنفذها أيادي داخلية". وفي هذا الصدد دعا الوزير الأوّل عبد المالك سلال ومدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحي وأعضاء من الحكومة على غرار وزير المجاهدين، الطيب زيتوني ووزير الشؤون الدينية، محمد عيسى، ووزير الداخلية أحمد بدوي وقبلهم جميعا الرئيس بوتفليقة، عبر رسائل متواترة للأمة وفي مناسبات عديدة سكان غرداية "لتوحيد الصفوف من أجل إحباط المؤامرة التي تحاك ضد الجزائر"، وأشار الرسميون إلى أن مسؤولية سكان الولاية "كاملة لسد الطريق أمام أولئك الذين يزرعون الشقاق والانقسام". ولأن حصيلة القتلى التي بلغت 25 قتيلا في يومين، وهو رقم لم يكن يتصوره أحد منذ انطلاق الشرارة الأولى للأزمة في 19 مارس 2008 ببريان، فكان من الطبيعي أن تخلف ردود فعل دولية قوية كان في مقدمتها شخصيات لمعت بتأكيدها على حيازتها لأدلة تثبت تورط "يد الخارج" في غرداية، مثلما أوضحت صحيفة "الرأي اليوم" التي يملكها الإعلامي الفلسطيني المخضرم عبد الباري عطوان التي شددت أن "الجزائر مستهدفة فإننا نعي ما نقول ونملك المعلومات التي تؤكد ذلك فالسيناريو الدموي المصحوب بالتدخلات العسكرية الخارجية الذي رأيناه يتبلور في ليبيا وبصورة أخرى في سوريا، كان من المقرر له أن ينتقل إلى الجزائر بكل تفاصيله ولكن فشله في سوريا حتى الآن رغم الدمار والقتل والتخريب والتمزق هو الذي أجّل وصوله إلى الجزائر ونقول أجّل لأننا ندرك أن القوى التي تقف خلف هذا المخطط وبعضها عربية للأسف".فهمي هويدي يحمل قناة "اقرأ" السعودية مسؤولية الفتنةمن جهته أفاد الكاتب المصري المعروف فهمي هويدي في مقال صادر بجريدة "الشروق" المصرية، أن "الفتنة ظلت نائمة إلى أن بثت قناة "اقرأ" السعودية حلقة حوارية حول الأباضية شارك فيها من وصف بأنه من علماء الجزائر، وكان محور المناقشة يدور حول فساد عقائدهم وجواز قتلهم واستباحة أموالهم باعتبارهم خارجين عن الملة، وهو ما أحدث صداه فى سلطنة عمان، التى عالجت الأمر على طريقتها التى تتسم بالكتمان والهدوء. إلا أن الأمر اختلف فى الجزائر، حيث تعرف الجماعة هناك على طبيعتهم المتسمة بالانفعال والحماس. وكانت النتيجة أن المظاهرات خرجت فى غردايه تهتف: لا إله إلا الله، الأباضى عدوالله!".نصر الله: "لدينا معلموات خطيرة حول جر الجزائر للصراع الطائفي"الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله بدوره تفاعل لأول مرة مع الأحداث في غرداية، وقال في خطاب أمام أنصاره إن لديه "معلومات خطيرة حول محاولة جر الجزائر إلى صراعات طائفية بين الإباضية والمالكية مثلما حدث ويحدث في ليبيا".على الصعيد الميداني، يواصل فريق من المحققين الأمنيين الذي حل بغرداية عقب الاجتماع الأمني الطارئ بمقر رئاسة الجمهورية، التحري في كافة الجوانب المتصلة بأزمة غرداية من أجل إعداد تقرير حول سبب التدهور المفاجئ والخطير للوضع في ولاية غرداية، وشبهات تواصل أطراف داخلية مع جهات أجنبية لتحريك الوضع وعلاقاتها بقضية تهريب الأسلحة ووصولها إلى هذه الولاية. ويشير عقلاء من طرفي النزاع بغرداية في إفادات لمحققين أمنيين أن الصراع في المنطقة ليس طائفيا كما تحاول بعض الأطراف الترويج له، وأن ما يجري مجرد مؤامرة خارجية سعت إلى استغلال الاضطرابات الحاصلة في دول الجوار منها ليبيا وتونس لضرب استقرار الجزائر من خلال العزف على وتر الأقليات وتجنيد المنظمات الدولية لحقوق الإنسان للتدخل تحت غطاء حماية حقوق الأقليات، ومنها جاء تحريك النعرات الطائفية في عاصمة ميزاب بين المالكيين الإباضيين.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)