الجزائر - A la une

تحسن قيمة العملة الوطنية مرتبط بالتحول السياسي و خروج البلاد من العلاقات التقليدية



- خبراء المال و الاقتصاد يؤكدون استحالة ارتفاع الدينارب13% مقابل الاورو في ظرف سنة
- الدينار الجزائري عرف تدهورا كبيرا طيلة 20 سنة مضت
الإشاعات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي حول ارتفاع قيمة الدينار الجزائري مقابل العملة الأوروبية بنسبة 13% دفعتنا إلى التقرب من خبراء الاقتصاد و المال لاطلاعنا عن الوضع و معرفة القاعدة التي أطلقت على أساسها الإشاعات التي صنعت ضجة بوسائل التواصل الاجتماعي و وسائل الاعلام، كما افرحت بعض الجزائريين الذين استبشروا خيرا من وراءها في حين كذب اخرون الخبر و عبروا عن يأسهم من إرتفاع قيمة الدينار خاصة في السوق الموازية للعملات في ظل الوضع الراهن للبلاد.
و يتساءل الكثير من الموطنين عما يجري في عالم المال و الأعمال في الجزائر وسط المتغير السياسي، و الحراك الشعبي المتواصل و عن حقيقة وجود تأثير إيجابي على العملة الوطنية التي عاشت تدهورا مستمرا طيلة 20 سنة مضت نزل فيها الدينار إلى أدنى مستوياته مقابل العملاء الأجنبية و على رأسها الأورو.
و بناء على تحاليل لنتيجة معطيات سعر صرف الاورو مقابل الدينار كما هو بارز في صورة الجدول أكد لجريدة «الجمهورية» السيد ف.ع مختص في المالية و التجارة الدولية بجامعة الجزائر ان هناك ارتفاع واضح في قيمة الدينار قدر ب1.79% خلال سنة و نصف تقريبا، و بالتالي يسجل الدينار تحسنا ملحوظا.
كما أكد المختص أيضا استحالة وصول القيمة إلى 13% في ظرف سنة كما جاءت الإشاعات، و حسب مثال بسيط قدمه المتحدث فإن كمية السلع المقدرة ب400 وحدة من منتج معين اشتريت سنة 2018 ب50 الف دينار، و بنفس سعر الشراء نستطيع الحصول على 450 وحدة في هذه السنة بدل 400 وحدة، بمعنى أدق السلع التي كانت تقدر ب 1 اورو في جانفي 2018 مقابل 137.8 دج أصبحت اليوم تقدر ب1 اورو مقابل 135.32 دج و هي القيمة الخاصة بأسعار صرف الدينار لنهار أمس على مستوى البنوك.
و حسب نفس المتحدث فإن قيمة الأورو هي التي انخفضت مقابل الدينار و من هنا يمكن القول بتحسن القدرة الشرائية الدينار الجزائري، و انخفاض القدرة الشرائية للعملة الأوروبية يضيف المختص و هذا تسببت فيه عدة عوامل و متغيرات تجمع عليها خبراء الاقتصاد و المال سنأتي على ذكرها.
و تبعا لمستجدات سوق المال و الأسهم طرح الخبير المالي فرضية ان يكون هذا التحسن في قيمة الدينار سياسة من سياسات الاتحاد الأوربي لتصحيح العجز في الميزان التجاري مفصلا ان انخفاض قيمة الأورو تعني أن السلع الأوربية تصبح أقل ثمنا مما كانت عليه، مضيفا انه لو افترضنا أن سعر الصرف كان 1 أورو مقابل 140 دج وكان السعر الوحدوي لسلعة ما 1 أورو أي بالدينار 140 وانخفض أو تم تخفيض قيمة الأورو وأصبح 1 أورو مقابل 100دج فهذا يعني أنا سعر هذه السلعة في نظر المستورد الجزائري قد انخفضت ب 40 دج للوحدة. مما يدفع بزيادة الكمية المستوردة من هذه السلعة أي زيادة صادرات الاتحاد الأوربي مما يساعده في تحسين الميزان التجاري (الصادرات أكبر من الواردات) وتحقيق فائض في الميزان.
أما إذا كان انخفاض قيمة الأورو نتيجة العرض والطلب فهذا يدل على انخفاض قيمة التعاملات بالأورو (مختلف التعاملات المالية) وستعرف العملات المرجعية الأخرى ارتفاع في قيمتها لزيادة الطلب عليها. مؤكدا ان فرضية ارتفاع قيمة الدينار الجزائري تأثرا بالصادرات فهي مستبعدة نظرا لضعف قيمتها.
و من جهته أكد الخبير و المستشار الاقتصادي الأستاذ فيصل بن سعيد ان المواقع التي وصل اليها الدينار الجزائري لم تكن في الحسبان، و ان ارتفاعه النسبي الذي يحدده خبراء المال ناتج عن التحول السياسي الحاصل في البلاد، مضيفا ان قيمة النقد بأي دولة مرتبطة بالاستقرار الذي له عدة أشكال و أهمها الاستقرار السياسي و هذا ما تشهده الجزائر (استقرار سياسي نسبي )حيث انها خرجت من العلاقات التقليدية إلى بناء علاقات جديدة.
هذا و استبعد ايضا الأستاذ بن سعيد فى حديثه الخاص ل«الجمهورية» ان يكون العامل الاقتصادي وراء تحسن قيمة الدينار، مؤكدا أننا لا نعيش طفرة اقتصاديا لا العكس هناك أزمة و أمور معقدة، مضيفا ان معادلة العرض و الطلب و تراجع الاستيراد و رفع الصادرات جعل الدينار مطلوب للشراء.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)