فسدتِ الألسنة في حدود القرن الرّابع الهجري بعد اختلاط العرب بالأعاجم، فشاع اللّحن وانحرف اللّسان الفصيح متّجها نحو العاميّة، لذا سالت أقلام كثيرة رغبة في تصحيح نطق العوام وإعادة تقويم اللّسان في مختلف الأمصار والبلدان، وبعده جاء فريق آخر من الكتّاب حاول تبيين وجوه الفصحى فيما يظنّه الكثيرون أنّه عاميّ، إيمانا منهم أنّه فصيح محرّف، ورغبة في ردّه إلى أصله الفصيح.
وما نراه اليوم أنّ الكثير من الدّارسين يتحرّجون من هذه المسألة والبحث فيها خوفا من الوقوع مظنّة التّشجيع للعاميّة على حساب الفصحى، لذا جاءت هذه الورقة البحثيّة الموسومة بــ: (تحريفات العاميّة للفصحى) لا لتشجيع العاميّة بل لإرجاع ما هو عاميّ إلى أمّه الفصحى، لذا قمنا باستقراء معجم لسان العرب من ألفه إلى يائه للبحث عن الكلمات الّتي تستعمل في العاميّة لإظهار وجه فصاحتها، ومن هنا جاز لنا طرح التّساؤل التّالي: هل توجد في معجم لسان العرب كلمات تستعمل في العاميّة يمكن الحكم بفصاحتها؟، هل بقيت كما هي أم لحقها تحريف؟ ما وجه هذا التّحريف وما سببه ؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/08/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - أرزقي عقيلة
المصدر : دراسات لسانية Volume 2, Numéro 7, Pages 122-142 2017-12-20