ترفض العديد من الأسر استقبال ضيوف دون موعد مسبق لهم، بل ويصنفوها بالزيارات المحرجة والثقيلة رغم قصر مدتها، في حين أن الطرف آخرون ينظرون لتلك الزيارة برؤية أقل تعقيدا متجاهلين ما يمكن حدوثه من مواقف محرجة وقت الزيارات المفاجئة.استقبال الضيف وإكرامه عادة لطالما افتخر بها مجتمعنا، لاسيما وأن ديننا الحنيف يحثّناَ على إكرام الضيف، لكن ومع تغير أسلوب الحياة وإيقاع العصر، أصبح الكثير ينزعج من الزيارات، خاصة تلك التي لا تعتمد علة موعد مسبق، بعد أن كانت الأبواب مشرعة ليل نهار، التقينا ببعض أبناء الجيل الحالي لمعرفة رأيهم حول لماذا تغير مفهوم المجتمع حول إكرام الضيف واستقباله.من متطلبات الحياة العصريةأكد معظم الذين تحدثنا إليهم حول على اهمية تحديد موعد مسبق للضيف ويرفضون تماما الزيارات المفاجئة، وحجتهم في ذلك هو أنها من متطلبات الحياة العصرية، وهنا روت لنا وسام، 28 عاما، متزوجة وأم لطفل، أحد مواقفها مع ضيوف الفجأة، فقالت: "بعد خلعي لأحد لضرس لي ذات مرة وعودتي للمنزل، فوجئت بجرس الباب يرن بعد 5 دقائق من وصولي، لأكتشف عندها أن أحد قريباتي وبرفقتها 3 نساء قررن زيارتنا من دون موعد مسبق، ولأننا لم نكن مستعدين، وطبعا أنا لم أستطع استقبالهنَّ بسبب الألم، واضطرت والدتي لاستقبالهن رغم عدم استعدادها، ولهذا أرى أن استقبال الضيوف بموعد مسبق لا يعدّ انتقاصا من قدر الضيوف، بل فيه احترام لسكان المنزل المستضيف، وليس من اللائق أن تتم الزيارة بطريقة فجائية ومن دون موعد، لأننا لا نعلم ما الذي يجري بداخل منازلهم، وما هي ظروفهم، وهل هم على استعداد لاستقبالنا، أم هم على ارتباط بمواعيد أخرى مهمّة، لهذا السبب أرى أن تحديد موعد للزيارة من متطلبات هذا العصر، حيث ترى حسينة، 43سنة، أن ظروف الحياة المختلفة في الوقت الحاضر ومنها العمل، وقيود الحياة الاجتماعيّة والسفر وغيرها، كلها توجهنا نحو التنظيم في الزيارات وترك العشوائية، لأنّها لم تعد تناسب هذا الزمن.إكراما للضيف وليس تقليلاً من شأنههذا وينزعج البعض من تحديد موعد عند زياراهم، ويعتبرونه تقليلا من شأنهم، خاصة إذ اعتذر الطرف الآخر من قبول الزيارة،، و تحديد مواعيد الزيارة ليس فيه تقليل من قيمة وقدر أحد، بالعكس الحياة المرتبة مريحة، وأن يأتيك زائر بموعد مسبق أفضل من باب الاستعداد له، وشاركتنا سماح، 45سنة، بموقف حصل لها فور عودتها من السفر، حيث طرقت عليها جارتها الباب، واضطرت لاستقبالها رغم تعبها من السفر، ورغم محاولتها إخبارها بتعبها وإرهاقها، فإن جارتها أكملت ساعتين في منزلها قبل أن تغادر، كما اعتبر أحمد،50سنة، أن تحديد موعد مسبق للزيارة لا علاقة له بقيم مجتمعنا وعاداتنا التي كانت تفرش البساط الأحمر للضيف رغم كل الظروف، معتبرا أن اليوم لم يعد للضيف نفس المكانة سابقا، وترى فاطمة ، 37 سنة، أن الظروف الحاليَّة تحتم استقبال الضيوف بموعد مسبق، لأن الجميع مشغول بمتطلبات الحياة، التي جعلت من الصعب استقبال الضيوف من دون مواعيد مسبقة، لكنها قلما تجد أشخاصا يتقبلون الفكرة ويطلبون تحديد مسبق.قد تتسبب في مواقف محرجة للطرفينكثيرة هي المواقف المحرجة التي سردت لنا في الموضوع، بسبب عدم تحديد موعد مسبق عند الزيارات العائلية والاجتماعية، وهنا تروي لنا سامية، 36سنة، إحدى المواقف التي حدثت معها بسبب الزيارات العشوائية غير محبذة عند الكثير منا، لأن الوقت الذي تأتي فيه الزائرة يكون غير مناسب بعض الأحيان، فتحديد اليوم والوقت بموعد زيارة الضيوف يكون أفضل، وتوقع الزيارات المفاجئة يضع أهل البيت في مواقف محرجة، مضيفة:"في إحدى المرات جاءت قريبتي مع زوجها وأبنائها عصرا ، حينها لم يكن لدي شيئ في البيت اقدمه لها، كما أن زوجي كان غائبا عن البيت، ارتبكت كثيرا وخرجت دون ان تشرب القهوة، بقيت تلك الحادثة عالقة في ذهني وكلما تذكرتها أشعر بالحرج الشديد"، وهنا الأمر يختلف لدى أم أحمد، 45سنة، فهي من السيدات التي تلتزم بأخذ موعد قبل ذهابها لغير الأقارب، أما عند ذهابها للأقارب كالعمة والخالة والأخ فتذهب دون أخذ موعد من باب صلة قرابتها، وتؤكد لنا أن جميع أفراد عائلتها يتعاملون بنفس الطريقة فيما بينهم دون أخذ موعد ومتفاهمون بهذه المسألة،آخرون يحددون موعد بدقائق من قبلوهناك فئة وسطية عادة ما يحددون موعدا لزياؤاتهم مسبقا، لكن يكتفون بتحديدها لدقائق معدودة قبل ذهابهم، أوعند وصولهم الباب، وهي عادة كثيرا ما يرفضها البعض، حيث ترى اسراء، 24 سنة وحديثة الزواج، أن أكثر ما يزعجها هو زيارة الضيوف لها في أوقات مفاجئة سواء كن زائرات من العائلة أو خارجها، مرجعة السبب إلى أنها قد تكون نائمة أو خارج شقتها بعض الأحيان، وما يحدث لها هو اتصال بعض المقربين بها قبل مجيئهم بنصف ساعة ليخبروها أنهم قادمون، فهي بدورها تنزعج من هذا الأمر وترى أهمية أخذ موعد للزيارة قبل يوم على الأقل وليس قبل نصف ساعة، وتبين "أنا أعتبر من تأتي لي دون موعد قبل يوم أو يومين، بأنها لا تحترم صاحبة المنزل".هذا وترى المختصة في علم الاجتماع سارة.ح، أن تحديد موعد مسبق لاستقبال الضيوف لا يعتبر من قبيل الإهانة أو الانتقاص، لأن كل زمن له عاداته وتقاليده المحكومة بالظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المجتمع، كما أنَّ كل شخص في عصرنا الحالي له روتينه الخاص، الذي يختلف عن الآخر، لهذا أصبح من الضروري تحديد موعد مسبق بين الضيف والمضيف يناسب ظروف كلا الطرفين.
تاريخ الإضافة : 09/08/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : زهية
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz