تعد النظرية العامة للعقد اليوم نظرية معاصرة ومستحدثة، وذلك بالنظر لمجموع التحولات التي مست المبادئ التقليدية للعقد: الرضائية، القوة الملزمة وغيرها ما يفقدها بذلك طابعها المطلق، لكن من جهة أخرى راحت تبعث في القانون المدني وجها من المرونة والملاءمة مع مختلف العقود، وذلك على ضوء التطورات المختلفة التي فرضتها الظروف (الاقتصادية، الاجتماعية وحتى الأخلاقية) في حياة الأعمال. ومع أنها عرفت تراجعا للإرادية، فذلك لم يمنع من استبدال المبادئ التقليدية بتعددية من الأسس الجديدة جاءت لتترجم في أفكار: المنفعة، الأخوة، التضامن والتوازن العقدي، إذ تمثل مجموعا من الأدوات الضرورية والتكميلية. وفي سياق آخر يعد تنامي فئة العقود الخاصة على تنوع أشخاصها، مواضيعها وغاياتها مصدرا لإثراء مجال المرونة الذي أصبح يميز قانوننا المدني المعاصر بواسطة مجموع ما يكمله من نصوص تشريعية وتنظيمية خاصة، ساهم في كله بتحديث كل من النظرية العامة للعقد ونظرية العقود الخاصة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/04/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - جمعة زمام
المصدر : مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية Volume 6, Numéro 2, Pages 222-244 2017-06-01