الجزائر

تحت غطاء.. "خالية من الكحول" “البيرة الحلال” تقتحم السوق الجزائري وتنافس المشروبات العادية



تحت غطاء..
طالما كانت البيرة من المشروبات المحرمة في مجتمعنا الجزائري المسلم، ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت بيرة خالية من الكحول لتفتح مجال الريبة والشك، أصبحت تباع بشكل عادي في المحلات إلى جانب مختلف المواد الغذائية. وبين لذة المشروب وفوائده الصحية، اكتسحت السوق الجزائري، الأمر الذي أحدث التباسات مختلفة خاصة إذا تعلق الأمر بالوازع الديني لم تعد رفوف محلات المواد الغذائية تخلو من البيرة الجديدة الخالية من الكحول. فمن خلال جولتنا في شوارع العاصمة وجدنا أن كل المحلات والسوبيرات تبيع هذا المنتج، وذلك نظرا للإقبال الواسع عليها في الفترة الأخيرة، وهو مشروب الشعير من ماركات محلية وأخرى مستوردة، تحمل نفس الصفات أي.. الخالية من الكحولمشروب جديد وبسعر معقول..في بداية دخول المنتوج إلى الجزائر أقبلت عليه فئة المراهقين بكثرة بدافع الفضول، هذا ما أكده لنا “سفيان”، صاحب محل للمواد الغذائية، فهذا الشراب يباع بسعر مقبول وجد المراهقون سهولة في اقتنائه، فهو لا يتجاوز 100 دج بالنسبة للمشروب المستورد، و50 دج بالنسبة للمحلي.تقربنا من بعض الشبان مثل “حسام”، 18 سنة، قال” أنا اقتنيتها بضع مرا ت فقط من أجل تجربتها، في حين انقطعت عنها الآن لأنها لم تعجبني كثيرا”.  أما صديقه “هيثم”، 19 سنة، يقول “بكل صراحة اشتريتها لأجرب طعم البيرة، إذ يقال إن لها نفس المذاق مع البيرة الكحولية”.. فهو بشربه لمشروب الشعير يكون قد أحس أنه أصبح كبيرا ويشرب البيرة!. كما أن فئات مختلفة من المواطنين يشترونها لإرضاء فضولهم، كما أخبرتنا “سميرة”، التي لدى رؤيتها لها في المحل إلى جانب مختلف المشروبات تفاجأت وسألت البائع الذي أخبرها أنها حلال وخالية من الكحول، فاشترت واحدة لتكتشف نوعا جديدا من المشروبات.أما “سفيان” فقد كان له رأي مخالف، مشيرا إلى أن بعض المراهقين الصغار يقتنوها ثم يسرقون الكحول من صيدليات منازلهم ليخلطوها بها للحصول على البيرة بسعر بخس.. هي ممارسات جعلت الكثير من الأشخاص، خاصة الأولياء، يتحفظون على طريقة بيع هذا المشروب، هو حال السيد “عباس” الذي أبدى تخوفه من أن يكون الأمر تمهيدا لوجود البيرة بشكل رسمي في مجتمعنا، فالجزائريون، بدخول هذا المنتج إلى أسواقنا تعودوا على كلمة”بيرة” بشكل جد مخيف!“بيرة” حلال للمقلعين عن الخمر!هناك بعض الأشخاص يتناولون مشروب الشعير كبديل عن المشروبات الكحولية.. هذا ما حدثنا عنه “كمال”، الذي يملك محلا للمواد الغذائية في حي شعبي بالعاصمة، ففئة الكهول أوالكبار في السن ممن كانوا مدمنين على شرب الكحول أصبحوا يقبلون عليها بصفة كبيرة، هو حال “عمي عمر”، الذي في وقت دخولنا إلى المحل طلب من كمال “أعطيني واحدة بيرة”، وكأنه داخل حانة، فهو يتخيل نفسه يشرب بيرة كحولية، يقول عمي عمر:”أتناولها لأني اعتدت على الأمر وكي لا أضر بصحتي ولأني تبت وأقلعت عن شرب الخمر”.للإشارة فإن هذا المشروب يباع في قارورات خضراء وعلب الألمنيوم، التي تشبه كثيرا شكل البيرة والمشروبات الكحولية الأخرى. ونفس الشيء بالنسبة لـ”نبيل” الذي يعوضه مذاق مشروب الشعير عن البيرة التي كان مدمنا على شربها كل يوم، ومن أجل بداية التخلي عنها نصحه الناس أن يتبع هذه الطريقة.أشخاص يشترونها بنصيحة من الأطباء..!هناك فئة كبيرة من الأشخاص يعكفون على شرائها على أنها مفيدة للصحة وتجنبهم بعض الأمراض، هذا ما أكده لنا “سفيان”، فبعض زبائنه يقومون باقتنائها بطلب من طبيب، يتعلق الأمر بمرضى الكلى.. فالشائع أن البيرة تعمل على تصفية الكليتين. هذا ما أخبرتنا عنه “آية” التي نصحها الطبيب بشرب البيرة، وهي الآن بدأت منذ فترة قصيرة في شربها، ولم تلاحظ بعد الفرق. وفي نفس السياق يقول “أحمد”، الذي يعاني من فقر الدم، أن طبيبه الخاص نصحه بالإكثار من شرب مشروب الشعير إلى جانب اتباع الوصفة الطبية. وفي الكثير من الأحيان صادفنا أشخاصا حدثونا عن نصيحة الأطباء بشرب البيرة الكحولية، ونظرا لتحريمها لجأوا إلى البيرة الجديدة عساها تحدث لديه نفس المفعول.. كما أخبرنا”جمال”. الدكتور بورنان يؤكد:”الإضافات الصناعية تقلل الفوائد الطبيعية للشعير”أكد الدكتور بورنان أن نبتة الشعير تحتوي الكثير من الفوائد الغذائية، لاسيما تنشيط الدورة الدموية، وتصفية الكليتين من الحصى. في حين تحفظ على مشروب الشعير الخالي من الكحول، موضحا أن الإضافات الصناعية من شانها أن تؤثر على القيمة الطبيعية لمادة الشعير، وبناء على ذلك فهو لم ينصح أي مريض بتناول هذا المشروب، في حين ينصح الكثيرين بالشعير لما له من عديد الفوائد. وفي هذا السياق، أكد ذات المتحدث أن أي منتوج غذائي جديد تسعى الشركة المصنعة إلى الترويج له، وبالتالي فهذا يدخل ضمن السياسة التسويقية لأي منتج.الأستاذ ليشاني: “مشروب الشعير حلال إذا ثبت خلوه كليا من الكحول”من المعروف لدينا أن هذا المشروب تحوم حوله الكثير من الريبة والشبهات. ومن أجل ذلك قمنا باستشارة الأستاذ ليشاني، الذي أكد أن مشروب الشعير هو حلال إذا أثبتت الجهات المختصة في مراقبة الشروط أنه خال تماما من مادة الكحول، فالأمر كله متوقف على مادة الكحول، مضيفا أنه من الضروري اتقاء الشبهات إذا كان المشروب مجهول المصدر وحوله كلام غير مؤكد. وعن إمكانية الغش في هذه المشروبات فإن الإثم يقع على الشركة التي روجته بخصائص معينة ولم تحترمها. وعلى الرغم من كل ذلك فإن هذا المشروب اكتسح السوق الجزائري وأصبح، ورغم تحفظ الكثيرين، عنصرا أساسيا في محل المواد الغذائية وينافس المشروبات الأخرى..   دباري فيروز


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)