تحالف ثلاثي يضرب سوريا بأكثر من 100 صاروخ

شاركت فيه كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنساالمنظومة الدفاعية تصدت ل71 منها وحيّدت أخرى عن أهدافها
الهجمة لم تخلف خسائر بشرية وأطفال سوريا حوّلوا بقايا الصواريخ إلى ألعاب
شنت، أمس، قوات التحالف المكون من أمريكا وبريطانيا وفرنسا هجمات عسكرية جوية على سوريا، استخدمت فيها أكثر من 100 صاروخ، حيث استهدفت مواقع ومقارات عسكرية ومكتبات معرفية وثقافية عدة بعضها في دمشق، أين تصدت أنظمة الدفاع الجوي السوري ل71 صاروخا من بين 103 صاروخ تم إطلاقها.
وقادت الولايات المتحدة الأمريكية، خلال هذه الحملة، أكبر قوة عسكرية لشرق المتوسط، بعد تلك التي قادتها خلال حربها على العراق، والتي تتكون من 12 سفينة وقطعة حربية أميركية، تشمل حاملة الطائرات العملاقة العاملة بالطاقة النووية «يو إس إس هاري إس ترومان»، والتي بمقدورها حمل 90 طائرة.
من جهته، قال الجيش الروسي إن منظومة الدفاع الجوي السورية تمكنت من إسقاط 71 صاروخا من أصل 103 صواريخ «كروز» تم استعمالها في هذه الحملة الجوية على سوريا، مؤكدا عدم وقوع أي خسائر بشرية بين المدنيين أو العسكريين في هذه الهجمات العسكرية لقوات التحالف الغربية، حيث ظهرت صور على الفايسبوك لأطفال سوريين وهم يلعبون ببقايا الصواريخ التي تم إسقاطها.
وأضاف رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان الروسية الفريق سيرغي رودسكوي، بأنه سيتم تطوير منظومة الدفاع الجوي السوري بشكل أفضل، مستقبلا، مؤكدا بأن المواقع التي تم تدميرها في هذه الحملة كانت مدمرة أصلا، مشيرا إلى أن معلومات الجيش الروسي تشير إلى مشاركة الجيش الفرنسي في الحملة.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية في بيان لها، أمس، بأنها ضربت «مجمعًا عسكريًا» بالقرب من حمص غرب سوريا، ردا على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في مدينة دوما، وأما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقال «إن الضربات الفرنسية تقتصر على قدرات النظام السوري في إنتاج واستخدام الأسلحة الكيميائية».
وبررت قوات التحالف الأمريكية والبريطانية والفرنسية هجماتها على سوريا بالهجوم الكيميائي الذي قتل أكثر من أربعين شخصا وأصيب فيه 500 آخرين بمدينة دوما، قبل أسبوع، أين قال مسعفون وأطباء حينها إنه تم استخدام سلاح كيميائي واتهموا قوات النظام بالوقوف خلفه، الأمر الذي نفته دمشق وموسكو.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن طائرات ميراج فرنسية، وتورنادو بريطانية وقاذفات (بي-1) أمركية، إضافة إلى سفينة حربية أمركية في البحر الأحمر شاركت في الضربات، التي قال إنها أطلقت بين 100 و120 صاروخ على قواعد ومقرات عسكرية في العاصمة دمشق ومحيطها. ومن جهتهم، صرح متحدثون باسم النظام السوري عبر الوكالة العربية السورية للأنباء بأن سوريا استطاعت التصدي للهجوم واحتوائه، من خلال تفجير صواريخ وتحريف أخرى عن مسارها وأهدافها، مما خلف جرح 3 مدنيين فقط في حمص.
أمريكا تستعمل صاروخا هو «الأذكى» والأغلى في العالم في هجماتها على سوريا
قالت مصادر إعلام غربية إن الجيش الأمريكي استخدم، خلال قصف الأراضي السورية أمس، صاروخ «AGM-158 JASSM» المجنح «جو أرض» فائق الدقة وباهظ الثمن للمرة الأولى. ونشرت بعض الصحف صورا للصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بمرات، وهي معلقة على الطائرات القاذفة من طراز B-1B التي شاركت في قصف المواقع السورية صباح أمس، حيث اعتبر محللون عسكريون أن استخدام هذه الصواريخ باهظة الثمن التي تصل كلفة الواحد منها إلى مئات آلاف الدولارات، سيسمح للجانب الأمريكي بتجنب إصابة أي منشآت روسية في سوريا بالخطأ. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أن المعتدين على سوريا أطلقوا على أراضيها 103 صاروخا من نوع كروز، وأن الدفاعات السورية استطاعت اعتراض وإسقاط 71 منها.