الجزائر

تجاهلتها الدول الغربية لعدة أشهر ندوة جنيف الثانية تفرض نفسها



تجاهلتها الدول الغربية لعدة أشهر ندوة جنيف الثانية تفرض نفسها
تحول الحديث عن الوضع في سوريا من كيفية الحصول على طريقة قانونية لضربها إلى بحث مضن من طرف القوى الكبرى عن آليات لوضع مخزونها من الأسلحة الكيماوية تحت المراقبة الدولية. وشكلت مثل هذه القضية موضوع المحادثات التي تمت نهاية الأسبوع بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا اللذين بحثا المسألة في خطوة أولى بعد استحسان الادارة الأمريكية لفكرة وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت مراقبة المجموعة الدولية لمنع تكرار ما حدث في مدينة الغوطة نهاية شهر أوت الماضي.ولأجل ذلك، فقد قرر الوزيران بمناسبة أول لقاء بينهما بمدينة جنيف السويسرية طرح المسألة على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة المنتظر انطلاقها نهاية الشهر الجاري بمدينة نيويورك ويتم على إثرها تحديد تاريخ جديد لعقد ندوة جنيف الثانية حول سوريا من أجل وقف الاقتتال الدامي الذي تعرفه واستحال التوصل إلى صيغة عملية بين الفرقاء السوريين والأجانب من أجل وضع حد له.
ويبدو أن هذه الندوة ستعقد هذه المرة بعد التأجيلات المتلاحقة التي عرفتها منذ شهر ماي الماضي بدليل أن الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي التقى كيري ولافروف من أجل إعادة طرح الفكرة التي بقي مقتنعا بها على أنها تبقى المخرج الوحيد الذي يمكن اعتماده من أجل إنهاء المعضلة السورية.
والأخضر الإبراهيمي وعلى عكس سابقه في هذه المهمة كوفي عنان رفض رمي المنشفة وفضل مواصلة مهمته حتى وإن بدت في كثير من الأحيان أنها أصبحت مستحيلة.
ويكون الإبراهيمي قد أكد على قناعته هذه لوزير الخارجية الأمريكي الذي التقى به على انفراد بمدينة جنيف، أول أمس، ربما لتحيين فكرة عقد ندوة جنيف الثانية التي رمت بها واشنطن وراء ظهرها منذ الربيع الماضي ولكنها أعادت تبنيها بعد المبادرة الروسية بوضع السلاح الكيماوي السوري تحت المراقبة الدولية. وهي المبادرة التي جعلت الرئيس الأمريكي باراك اوباما يقتنع أنها "طوق نجاة" جاء في وقته لإنقاذه من أول انتكاسة دبلوماسية تواجهه في عهدته الثانية.
وعاد إحياء فكرة ندوة جنيف الثانية بعد أن ساد الاعتقاد لدى الكثيرين أن المفاوضات بين فرقاء هذه الأزمة مستحيل وخاصة بعد أن تحولت سوريا الى حلبة تجاذب وصراع دولي أحيا الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي ولكن بمقاربات وحسابات متباينة.
وهو ما جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتبنى الدفاع عن الرئيس السوري بشار الأسد، داعيا القوى الغربية إلى وضع ثقتها فيه وحسن الظن به وخاصة بعد أن أبدى استعداده الامتثال لفكرة وضع أسلحة بلاده تحت المراقبة الدولية.
وهو ما أكدته الأمم المتحدة أمس التي أشارت أنها تسلمت طلبا رسميا سوريا للانضمام إلى المعاهدة الدولية الخاصة بالأسلحة الكيماوية وهو ما سيعزز الموقف الروسي ويقنع واشنطن أن دمشق صادقة هذه المرة في مقاصدها لإنهاء أزمة لم يعد اية جهة تتحمل تبعات استمرارها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)