الجزائر

تجاذبات بين المعارضة وشباب الثورة والحزب الحاكم حول المبادرة الخليجية جمعة الاستعراضات بين المعارضة وصالح



 توافد على العاصمة اليمنية صنعاء، منذ ظهر أمس الخميس، عشرات الآلاف من معارضي النظام لأداء صلاة الجمعة في ساحة التغيير التي أطلق عليها جمعة الثبات ، مقابل قيام السلطة بحشد مؤيديها بالمثل من كافة المدن لأداء صلاة جمعة الوفاق، ليصبح هذا اليوم حلبة يستعرض فيها كلاهما مناصريه، والذي يصاحب وساطة خليجية تجمع المعارضة ممثلة بتكتل اللقاء المشترك والحاكم.
كثفت دول مجلس التعاون الخليجي من تحركاتها في اليمن خلال الأيام الماضية محاولة التوصل لوساطة تقرب بين طرفي الصراع، حيث التقى سفراء دول الخليج بصنعاء قيادات تكتل المعارضة وعرضت عليهم المبادرة لحل الأزمة اليمنية، المتضمنة إعلان الرئيس صالح تنحيه ونقل صلاحياته لنائبه انتقالا سلسا وبشكل سلمي، وإعطاء ضمانات للرئيس صالح وأفراد أسرته ونظامه متزامنة مع نقل السلطة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من مختلف الأطياف الوطنية وتكون رئاستها للمعارضة.
وأكد مصدر قيادي في المعارضة أن التكتل المشترك التقي، أمس الأول الأربعاء، بسفراء دول الخليج لمناقشة المبادرة المقدمة من دول المجلس والتي رحبوا بأي مبادرة تعمل على تنحي الرئيس صالح فورا عن الحكم. ويواجه اللقاء المشترك المعارض إشكالية قبل إعلانه الموافقة على الوساطة التي يرفضها الشباب الثوار المعتصمون في عدد من المدن اليمنية، وهو ما جعل المعارضة تؤجل موقفها من الوساطة قبل العودة إلى الشارع لمناقشته مع الشباب وعلى ضوئها سيتم إعلان المشترك موقفه من الوساطة الخليجية.
وكان الحزب الحاكم رحب بالمبادرة قبل يومين واعتبر أنها ستخرج اليمن من هذه الأزمة، إلا أنه بعد الكشف عن مضامينها بدأت مواقفه تتراجع كونها تطالب بتنحي صالح فورا وتسليم السلطة سلميا لنائبه، وهو ما اعتبره قيادي في الحاكم أنها غير ديمقراطية، لأن تنحي الرئيس يتم عبر صناديق الاقتراع.
ومن جهته أعلن شباب الثورة الشعبية رفضهم للمبادرة الخليجية للحوار. وقال بيان صادر عن اللجنة الإعلامية إثر الإعلان عن الوساطة: أن ثورات الشعوب غير خاضعة للمساومات والحوارات السياسية، وأن أي حوار في هذه اللحظة التاريخية التي يصنعها شعبنا بثورته هو محاولة بائسة لا نؤمن بها ولا نعترف بها، معتبرين أي حوار التفافا على مطالب الشعب وتفريغا للثورة من جوهرها .
وقال البيان: إن ما تشهده اليمن ليس أزمة سياسية بين حاكم ومعارضة كما أعلنوا ويحاولون تسويقها، فإننا نؤكد أن ما يجري هو ثورة شعب يطالب بإسقاط النظام ومحاكمته وقامت في الأساس من أجل إسقاط المنظومة السياسية بشكل عام وبناء الدولة المدنية الحديثة وفقاً لإرادة شعبنا الثائر، وليس وفقا لإرادة أطراف دولية أو أحزاب سياسية لا تمثلنا ولا تعبّر عن طموحاتنا وإرادتنا .
وقالت مصادر محلية يمنية إن عشرات الآلاف من المحتجين خرجوا، منذ صباح أمس الخميس، في تظاهرة بشوارع المدينة تطالب أيضا بمحاكمة قيادة المحافظة جراء ما ارتكبوه من مجازر، مطلع الأسبوع الجاري، تسببت في عشرات القتلى ومئات الجرحى.
ولوحظ غلق معظم المحلات التجارية وذلك ـ حسب المصادر ـ استجابة لدعوة الشباب ببدء العصيان المدني الذي سيشل الحركة التجارية في المدينة، مشيرة إلى أنه لم تعترض قوات الأمن المنتشرة على المتظاهرين.
وذكرت المصادر ذاتها أن قوات من الحرس الجمهوري أطلقت الرصاص الحي على شابين كانا يستقلان دراجة نارية يرددون شعار ارحل ارحل أمام مبنى الرئاسة ما تسبب في إصابتهما، أحدهم في حالة خطرة.
وفي محافظة الحديدة خرج عشرات الآلاف بمظاهرات سلمية وفاءً لأرواح ضحايا الاحتجاجات الذين سقطوا في المدينة يوم الإثنين الماضي من قبل القوات الأمنية.
وقالت مصادر محلية إن المظاهرة جابت عددا من شوارع المدينة رافعين شعارات تستنكر المجزرة التي ارتكبتها القوات الأمنية مع من يسمون بـ بلاطجة النظام ضد شباب التغيير، أسفرت عن مقتل اثنين وجرح المئات، مرددين شعارات تطالب برحيل الرئيس صالح وأبنائه وكل الفاسدين من النظام استجابةً لإرادة الشعب، معاهدين أرواح الضحايا بالسير على درب النضال والوفاء لهم بالسير نحو التغيير.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)