الجزائر

تثمين دور الجزائر في مبادرة النيباد



ثمّن المشاركون في الورشة الدولية حول "تفعيل مبادرة النيباد لتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الساحل" في ختام أشغالها مساء أول أمس، بولاية تمنراست دور الجزائر في مسعى النيباد من حيث الأداء والمتابعة خاصة في منطقة الساحل الإفريقي.وأكدت التوصيات التي خرجت بها الورشة على أهمية تدعيم آليات وسبل التعاون البيني والعمل على ترسيخ مبادئ الحوكمة والدعم المؤسساتي في إطار آليات مبادرة النيباد وإشراك مؤسسات البحث العلمي والمجتمع المدني في تفعيل هذه المبادرة.
وأبرز المشاركون في الورشة، أهمية تفعيل هذه المبادرة لضمان الاستقرار والأمن والتنمية المستدامة في منطقة الساحل وإفريقيا عامة، مثمنين أهمية مبادرة النيباد التي تحمل رؤية جديدة بخصوص التنمية الاقتصادية والاجتماعية لإفريقيا، تعتمد على تحقيق الأمن والسلم والتنمية المستدامة في أبعادها المختلفة.
وشددوا على ضرورة تكييف القوانين والتشريعات المحلية مع استراتيجية التفتح نحو إفريقيا بما يضمن تنقل الأفراد والبضائع خاصة في منطقة الساحل الإفريقي، والعمل على استحداث منظومة إحصائية إفريقية مشتركة للانتقال من وضعية التكامل إلى الاندماج في العلاقات البينية.
وتم التأكيد على أهمية إدراج مشاريع ومخططات عملية تعزز عوامل الاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي ومكافحة مواطن الهشاشة من خلال التصدي لمختلف التهديدات على غرار الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وفي هذا السياق، أبرز بوحنية قوي عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة ورقلة في مداخلته أهمية محورية دور الجزائر التي تساهم في ترقية مبادرات الأمن والسلم في إفريقيا. وقال إنها تؤدي أدورا هامة في حل النزاعات خاصة بمنطقة الساحل معتمدة في ذلك دائما على مبدأ الحوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان واعتماد نمط التعاون المتعدد الأقطاب. وأكد المحاضر أن الجزائر تعمل على كسب رهان الأمن والتنمية في إفريقيا من خلال مبادرة النيباد "الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا" والتي تحولت من مجرد مبادرة إلى وكالة مستقلة تتبنى جملة من المشاريع الإستراتيجية التي قدمت إضافة نوعية في مسار مواجهة مختلف التحديات القائمة.
ويندرج في هذا الشأن ما تقدمت به الجزائر حسب المتدخل من مشاريع ضخمة خدمة للتنمية بإفريقيا ومن ضمنها مشروعي الطريق العابر للصحراء والألياف البصرية، إلى جانب احتضانها لمقر الأفريبول.
وبينما أكد الباحث والإعلامي إبراهيم مادي كنتي من مالي أن مبادرة النيباد ستساهم بدرجة كبيرة في استقرار منطقة الساحل التي اعتبرها "مستقبل العالم" لما تكتنزه من موارد طبيعية كبيرة، يرى الخبير الاقتصادي بشير مصيطفى في تدخله أن "فرصة الجزائر كبيرة في توجهها نحو إفريقيا في إطار مبادرة النيباد"، مما سيسمح لها بالمساهمة في ما يعرف ب«هندسة مستقبل إفريقيا" من خلال اعتماد الحلول التقنية لتدعيم التبادلات التجارية وتحرير التجارة البينية واعتماد التكنولوجيا وإضفاء الشفافية في التعاملات بين الأفارقة.
ودعا إلى ضرورة إقامة بنى تحتية قوية خاصة منها شبكة الطرقات لتسهيل نقل السلع، مستعرضا بالمناسبة خبرة الجزائر في مجال الإحصاء من خلال معاهد التكوين المتخصصة في هذا المجال، والتي تستفيد منها أغلبية الدول الإفريقية.
أما ديديي ولد السالك مدير المركز المغاربي للدراسات الإستراتيجية من موريتانيا، فقد ركز في تدخله على إصلاح منظومة العدالة وسبل ترقية فرص الاستثمار في إفريقيا. في حين أكد محي الدين محمد مستشار بوزارة النقل والأشغال العمومية أن الطريق العابر للصحراء يكتسي أهمية إستراتيجية كبيرة في مجال التعاون والتنمية ويضمن تكثيف التبادل البيني من خلال تحرير التجارة البينية بين الدول الإفريقية وخاصة في منطقة الساحل.
وذهبت الأخصائية في الأمراض المعدية بمستشفى تمنراست توهامي نسرين إلى إبراز الجهود التي تبذلها مصالح الصحة الجزائرية لضمان التكفل التام بكل الأفارقة المتواجدين بإقليم هذه الولاية الحدودية الشاسعة. واقترحت في تدخلها استحداث إتحاد إفريقي للأطباء من أجل تعزيز سبل التعاون الطبي بين الإطارات الطبية بدول إفريقيا.
وتناول المشاركون في الورشة الدولية التي نظمتها الجمعية الثقافية الاجتماعية لتفعيل المجتمع المدني بتمنراست عدة محاور تركزت بالخصوص حول تحقيق الأمن والاستقرار وسبل وضع برامج ذات الصلة بالسلم والأمن بمنطقة الساحل وحول شروط تحقيق الحكامة السياسية والاقتصادية، وأيضا إبراز مختلف المقومات التي تجعل من هذه المنطقة فضاء للتبادل التجاري وتوفير فرص لتكثيف التبادلات الثقافية والتجارية بين هذه الدول.
وشهد اللقاء الذي احتضن أشغاله المركز الجامعي الحاج موسى أٌق أخاموك حضور عدد من ممثلي السلك الدبلوماسي لدول إفريقية بالجزائر من بينها النيجر ومالي ونيجيريا، إلى جانب أساتذة ومختصين من بلدان الساحل.
وخلال إشرافه على افتتاح أشغال هذه الورشة الدولية، أكد والي الولاية جيلالي دومي أن تمنراست ينتظر أن تؤدي دورا هاما في رسم معالم سياسة تكاملية وتبادلية نحو إفريقيا خاصة وأن المناطق الحدودية تحظى بعناية كبيرة من قبل السلطات العليا للبلاد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)