تثقيف الأطفال بفوائد العسل وقيمة المنتوج المحلي

تزامنا مع معرض العسل الذي احتضنته بلدية القبة مؤخرا، لتمكين المواطنين من الاطلاع على ما ينتجه النحالون من عسل صاف محلي، عملت الفيدرالية الوطنية للحرفيين والصناعات التقليدية على تمكين الأطفال من الاطلاع على فوائد عسل بلادهم، والتنوع الذي تزخر به في إنتاجه بأنواعه المختلفة، من خلال تنظيم محاضرة عرفت توافد عدد كبير من أطفال المدارس رفقة ذويهم.امتلأت قاعة المحاضرات التابعة لبلدية القبة عن آخرها بالأطفال على اختلاف أعمارهم، مرفقين بذويهم للاستفادة من المحاضرة التي نشطتها يمينة «بيطرية» وكنزة حمزاوي «مربية نحل».تعمدت المحاضِرتان التركيز على الصور الحائطية «الداتاشو» لتيسير وصول المعلومة للصغار، حيث تم التركيز على الصور الخاصة بخلايا النحل والأزهار التي ترعى فيها وطريقة عمل النحل، وعرض مختلف أنواع العسل التي تنتجها بالنظر إلى اختلاف الأماكن التي تتواجد فيها، كل هذا جعل الهدوء يحل في القاعة، خاصة أن المحاضرتين كانتا تتوليان مهمة التعليق على مختلف الصور بتقدم تفسيرات بسيطة، ليتسنى للأطفال استيعابها، وفي آخر المحاضرة، تم فتح باب النقاش وكانت مفاجأة المحاضرتين كبيرة بالنظر إلى عدد الأسئلة التي تم طرحها من طرف الأولياء، رغبة في الاستفادة، وتصحيح بعض المعلومات حول العسل وفوائده العلاجية، لتختم المحاضرة بتوزيع بعض الأسئلة على التلاميذ الراغبين في المشاركة بالمسابقة التي تم تسطيرها لاختبار مدى الاستفادة من المعلومات المقدمة، على أن تقدم للمتفوقين فيها جوائز تشجيعية.اقتربت ‘'المساء من مربية النحل كنزة التي قالت: «أعجبت كثيرا بالإقبال الكبير للأطفال على المحاضرة رفقة ذويهم، وما شجعني على إثراء المحاضرة هو الاهتمام الكبير الذي أبدوه حول كل المعلومات المقدمة، وهو ما يعكس حاجة أبنائنا إلى مثل هذه الأنشطة الجوارية بهدف تثقيفهم».وفي ردها عن سؤالنا حول تقييمها لدرجة وعي الأطفال بفوائد العسل، أكدت بالقول؛ «إن ما يملكه أبناؤنا من معلومات جد سطحي حول هذا السائل المعجزة، بل وضعيف أيضا، وفي بعض الأحيان خاطئ، لذا رغبنا من خلال هذه المحاضرة في تمكينهم من معرفة بعض المعلومات الأساسية حول العسل، حيث ركزنا أولا على تعريف خلية النحل ومكوناتها وشرحنا الأدوار المنوطة بكل الموجودين في الخلية من ملكة وذكر وعاملة، ومنه بسطنا لهم الطريقة التي يعد بها العسل، والأنواع الموجودة في الجزائر واختلاف أنواعه باختلاف الأزهار أو المصادر التي يرعى فيها.التفاعل الكبير للأطفال مع المحاضرة جعل مربية النحل تتمنى لو يتم تسطير مثل هذه المحاضرات في مختلف البلديات، وحتى في المؤسسات التربوية، لإكساب الأطفال ثقافة صحيحة حول العسل وجعلهم يدركون منذ الصغر أهمية المنتوج المحلي.من جهته، قال رضا يايسي رئيس فيدرالية الحرفيين والصناعات التقليدية، بأن التوعية بأهمية المنتوج المحلي لا تقتصر على البالغين فقط، بل أردنا «من خلال هذه الخرجة التثقيفية، إكساب الأطفال ثقافة استهلاكية وتعليمهم معنى المنتوج المحلي، ومنه جعلهم يدركون أهمية الحفاظ عليه وحمايته. وبعد التفاعل الكبير الذي أبدوه، قررنا كفيدرالية، إطلاق أيام تحسيسية ابتداء من جانفي 2015 في مختلف المدارس حول مربي النحل وفوائد العسل».لا يقتصر عملنا، يقول يايسي، على مجرد تثقيف الأطفال حول العسل كمنتج محلي فقط، بل سعينا إلى تسطير بعض الأهداف الإستراتيجية من خلال هذه المحاضرة، والمتمثلة في توجيه دعوة للراغبين من الشباب الذين حضروا بغية الاستفادة والخضوع إلى تكوينات في مجال تربية النحل. فلا يخفى عليكم، نحن كفيدرالية، نؤكد في كل خرجاتنا على ثلاث نقاط هامة وهي؛ حماية المنتوج المحلي وتوعية المستهلك والتكوين لضمان استمرارية الحرف.