الجزائر

تباين الآراء مسألة إيجابية والغوص في الأدلة أولوية



تباين الآراء مسألة إيجابية والغوص في الأدلة أولوية
استبعد المجاهد محمد شريف عباس وزير المجاهدين السابق أطروحة تأثير اختلافات آراء القادة الثوريين على كتابة تاريخ الثورة التحريرية بعد مرور 53 سنة على الاستقلال، حيث تواصل الجزائر مشوار التأريخ لمسارها النضالي أثناء فترة الكفاح المسلح، مؤكدا أن الاختلاف مدعاة للبحث عن الحقيقة وتباين الآراء مسألة إيجابية تحتم إعطاء الأدلة والبراهين.اعتبر المجاهد محمد شريف عباس من منبر ضيف “الشعب” أن مسألة الاختلاف بين شهود الثورة لا تعدو أن تكون وجها ايجابيا يؤرخ لكل مرحلة تاريخية عاشها المشاهد بشكل خاص وينفرد بها عن الآخرين وهذا أمر مقبول كون الأفكار تختلف من شخص لآخر منوها إلى عدم تباين المبادئ والأهداف التي تبقى موحدة لدى جل قادة الثورة الذين اتحدوا حول وحدة الثورة ورسالة بيان أول نوفمبر.وتمثل مذكرات المجاهدين مادة خام بالنسبة للباحثين والمختصين في مجال جمع المادة التاريخية حول تاريخ الثورة التحريرية حيث يتم دراستها وتحليلها وفق مبادئ البحوث العلمية قبل التسليم بها وهو ما أوضحه الوزير السابق شريف عباس الذي أكد وجود تناقض في بعض المذكرات التي اطلع عليها أثناء توليه حقيبة وزارة المجاهدين قائلا أن الكثير منها تلقى انتقادات وملاحظات لم تكن في محلها ما جعل أصحابها يراجعونها على وجه الخصوص وذكر في السياق أن كثير من الشهادات تم مراجعتها دون الاستناد إلى دلائل وحقائق تاريخية وهو أمر حسبه لا يخدم تلك الشهادات ولا أصحابها الذين يعملون على تغيير آرائه بمجرد تلقي انتقادات في غير محلها.وفي ذات السياق قال المجاهد شريف عباس أن عدة مذكرات حملت تناقضات تاريخية بين ثناياها تؤكد وجود حقائق غير صحيحة أو محرفة وذلك أمر غير مقبول تسبب في عدم صدور الكثير منها وبقيت حبيسة الأدراج لعدم موافقة أصحابها على تصحيحها قبل طباعتهاوتشير الدراسات التاريخية إلى أن الاختلاف بين الباحثين أو شهود عيان يعود إلى اختلاف البيئة أو الفترة التي عاشها الشخص وبذلك تترجم شهاداته على أساس ما عاشه وما شاهده من مجريات للأحداث، وهذا ما أشار إليه وزير المجاهدين السابق شريف عباس حينما تطرق إلى حتمية وجود اختلافات شخصية تخدم مصلحة كتابة التاريخ بدل تشويهها، مؤكدا على أن التاريخ الوطني يحمل بين طياته حقائق إيجابية وأخرى سلبية والغوص في الأخيرة لا يخدم مصلحة أحد، ما دام الهدف الأساسي قد تحقق من خلال نجاح الثورة المجيدة التي وحدت صفوف القادة والمجاهدين وعملت على رص الصفوف، مشيرا إلى أهمية النظر إلى الجانب الايجابي من تاريخ ثروتنا المجيدة بدل الغوص في مسائل لا تجد نفعا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)