الجزائر

تأميم العقول



تأميم العقول
الاحتفال السنوي بذكرى تأميم المحروقات المصادفة لكل 24 من شهر فيفري، كانت في مرحلة ما من تاريخ البلاد المستقلة أشبه بالحلم، حين كانت الآمال كبيرة، وكان النفط يستعمل لمشاريع كبرى من اجل تطوير الفلاحة والصناعة، فلم يكن يتم الاحتفال بهذه الذكرى على أن الذهب الأسود سيكون ركيزة البلاد وإنما كان الاحتفال به كدلالة على رمزية قدرة الجزائري على تسيير موارده بنفسه بعدما شككت فرنسا في ذلك وخرجت بعد التأميم دون ان تترك فنيا واحدا وهي تعتقد ان الشعب الجزائري الأمي ليس بمكانه تسيير أنبوب نفط وصيانته، لكن اليوم مع الأسف صرنا نحتفل بالمناسبة ليست كذكرى تاريخية وعزية تظهر مدى قدرة الجزائري على استغلال موارده وتسييرها واستعمالها دون مساعدة الأجنبي، ولكننا نحتفل اليوم معارضة وموالاة لاستعمال الذكرى كموقف سياسي، ومع الأسف تأميم المحروقات بعد اكثر من أربعة عقود من الزمن خرج عن الخط المسطر له ورغم أن هذه الثروة كان من المفترض أن يتم استغلالها مرحليا من اجل انطلاقة اقتصادية في كل المجالات ويبقى النفط فقط كثروة تستعملها الجزائر لاستغلال المواقف الأجنبية لصالحها، انقلبت المعادلة ضدنا وصار نفطنا يستعمل ضدنا لأننا لا نملك لا صناعة ولا فلاحة وسعر النفط تحدده السعودية ومن وراءها الولايات المتحدة الامريكية، ومع الأسف تأميم المحروقات، تم معه في وقت لاحق تأميم العقول دون شعور بذلك والنتيجة ظاهرة للعيان اليوم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)