الجزائر

بين كأس الحليب وكأس العالم؟!



بين كأس الحليب وكأس العالم؟!
صدق شباب المواقع معلقا على نتيجة المقابلة ”نحن في حاجة إلى كأس حليب وليس كأس العالم”!على كل لم أتابع المباراة، ولا يهمني تأهلنا إلى المونديال أم لم نتأهل، لأن عدم التأهل سيضعنا أمام حقيقتنا، ويضع السلطة في مواجهة مسؤولياتها، وها هي فرصة للتقشف، فعدم التأهل يحمي الميزانية من بذخ الفريق الوطني الذي تقارب ميزانيته ميزانية وزارة التربية (أقولها للمزاح) فقد تأهلنا في المرتين الأخيرتين إلى المونديال، ولم نصنع بالتأهل شيئا، سوى بعض الفرح والأمل، وترميم شيء في العلاقة بين الجمهور والسلطات.لكن أزمة الحليب حقيقة، ولابد من الإسراع بحلها، لأنه غذاء شريحة واسعة من المواطنين، وربما الغذاء الوحيد لدى الكثير من الأسر. فالخوف أن يتحول كيس الحليب إلى كرة ثلج، مثلما تحول سعر البصل سنوات منتصف الثمانينيات، وصار أزمة، قادت البلاد بعد فترة إلى انتفاضة أكتوبر 1988.الأزمة كانت أكبر من سعر البصل وقتها والذي بلغ حدا غير مسبوق، لكن لما تكون بطن المواطن هي المستهدف من الأزمة، يختلف الأمر.تحضرني اللحظة أسئلة ديبلوماسيين بالجزائر في الفترة الأخيرة، وهم يترددون على بعض الصحف ولطرح نفس السؤال ”هل انهيار سعر النفط سيؤدي إلى أزمة اقتصادية شبيهة بأزمة منتصف الثمانينيات؟ وهل سيدفع هذا بالجزائريين إلى الشارع؟”.سؤال فيه الكثير من الخبث ورغبة مخفية وتمنيات بالدفع بالجزائريين إلى الشارع للحاق بالغبار العربي، لأننا البلد الوحيد الذي عرف كيف يتجنب هذه اللعبة الخسيسة. ولكن إلى متى؟ثم هل حقا فعلا هناك أزمة حليب أم أن هناك فعلا من يبحث عن إثارة الشارع الجزائري؟ والمعروف أنه بمجرد الحديث عن ندرة في مادة ما تحدث فعلا الندرة، وتصل إلى أزمة، فبمجرد الحديث عن ندرة سلعة ما يتسارع الناس لاقتنائها بكثرة وتخزينها، لتصبح الأكذوبة حقيقة!فشخصيا لم ألاحظ في محيطي والحي الذي أسكنه أزمة حليب، ولم أر تلك الطوابير التي تنشر صورها الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي. وحتى لو كانت صحيحة، هل الدولة عاجزة عن حل مشكل كهذا؟فليس استيراد ”غبرة الحليب” المادة الأولية للمصانع، كاستيراد السيارات، من حيث الأولوية والضرورة، وإلى متى، نبني مصانع عالة على الاقتصاد الوطني وتعتمد على مادة أولية مستوردة، ولماذا لا يستثمر أصحابها في تربية الأبقار الحلوب للتقليل من التبعية، أم كلهم يبحثون عن ”رجل هنا ورجل هناك” لتحويل العملة الصعبة في عمليات مشبوهة.ها هي فرص استثمار أمام الشباب لتربية المواشي ليكون حل أزمة الحليب على المدى الطويل وليس فقط عن طريق ترتيبات الحكومة خوفا من فوضى الشارع؟ فهل من شباب الأنساج من فكر في مثل هذه المشاريع، أم كلهم كانوا يريدون الاستثمار في النقل، والأفكار العقيمة؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)