تهتم الكاتبة صحري فضيلة، بتسليط الضوء على الصفحات المنسية من تاريخ وهران، فهي شديدة الحرص على ترميم ذاكرة مدينتها من خلال مؤلفاتها، كما هو الحال عليه في كتابها "وهران ذاكرة حية" الصادر باللغة الفرنسية، و الذي تناولت فيه أعلام و أبرز الشخصيات، في مختلف الميادين و المجالات، التي تركت بصماتها في تاريخ وهران، على مر العصور و الأزمنة، حيث أرسلت نسخة منه تقول الكاتبة، إلى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي بعث لها برسالة شكر أثنى فيها على هذا الكتاب و ثمن مجهوداتها في الحفاظ على الذاكرة الجماعية.كما نفضت الكاتبة صحري فضيلة الغبار أيضا، عن معركة سيدي غالم بطفراوي، التي وقعت في 18 جويلية 1956، باعتبار أنها لم تأخذ حقها من التأليف و البحث و التأريخ، و ظلت هذه الصفحة المهمة من التاريخ، منسية و طي النسيان لعقود من الزمن، حيث كشفت هنا قائلة "لقد فتحت من خلال هذا الكتاب، بابا من تاريخ وهران، الذي كان مغلقا و منسيا، و قد استغرق مني ذلك، سنتين كاملتين من الأبحاث المتواصلة، لجمع المعلومات و رصد الشهادات، سعيدة بنفاذ الطبعة الأولى للكتاب، و هناك من يطلب اليوم بضرورة إصدار طبعة ثانية، و الأجمل أنه يتم تحضير فيلم وثائقي حول هذه المعركة، استنادا لما جاء في هذا كتابي ". و علاوة على الكتابة للكبار و الصغار كذلك، فإن فضيلة صحرى رسامة موهوبة بامتياز، يزخر رصيدها الفني، بكم هائل من اللوحات التشكيلية و الرسومات، التي أنجزتها عبر مراحل متفرقة، حيث شاركت و أقامت عدة معارض بوهران و الجزائر العاصمة، ذلك أن موهبة الرسم ظلت متوهجة فيها، و قد حرصت على صقلتها بمدرسة الفنون الجميلة، فهي أحيانا تضع كل شيء جانبا، لتتفرغ إلى الرسم، و بين هذا و ذاك فإن فضيلة صحري تعيش حالة من المد و الجزر بين الكتابة و الرسم. رسمت كثيرا للأطفال، بعضها عرض في أروقة المعارض، و بعضها كان موجها ليدرج في كتب و قصص للقارئ الصغير، من تأليفها أو لغيرها من الكتاب، كما لديها عدة اسهامات كاريكاتورية في العديد من الصحف الوطنية، لا سيما "ريفولوسيون أفريكان" و«لاديباش دو كابيلي" و "لوكوتديان دوران" و كذا مجلة الوحدة، تتمثل أساسا في بورتريهات لأدباء و فنانين جزائريين كبار، على غرار محمد ديب و مولود معمري و معطوب الوناس و غيرهم، و كذا عدة شخصيات سياسية، وطنية وعربية. أما اليوم فهي تشتغل على عدة مشاريع، حيث تعكف على تأليف كتاب حول الأحداث الدامية التي ارتكبها الاستعمار في وهران ما بين 1961 و 1962 ، لا سيما التفجير الذي حدث في الطحطاحة ذات 28 فيفري 1962، و أودى بحياة العديد من الجزائريين الأبرياء، و كذا مؤلفات أخرى تسهر على تحضيرها بالموازة مع هذا الكتاب، حول الزي التقليدي بالغرب الجزائري لا سيما بوهران، و فن الطبخ و العادات و التقاليد بين الأمس و اليوم، في محاولة للمقارنة بين ما كانت عليه وهران في قديم الزمان، و ما هي عليه اليوم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/09/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : زكية كبير
المصدر : www.eldjoumhouria.dz