ضم مدينة تلمسان، غرب الجزائر، عددا من المعالم الشاهدة على التآلف الديني والاجتماعي والتعايش بين المسلمين واليهود على مدى قرون طويلة.
من بين أبرز هذه المعالم ضريح الحاخام الأكبر ليهود تلمسان إفرايم بن كاوا ودرب اليهود الكائن وسط المدينة ومقبرة اليهود.
يعرف الحاخام "إفرايم بن كاوا"، في الموسوعة اليهودية، بأنه "الطبيب والحاخام، والكاتب اللاهوتي، ومؤسس الطائفة اليهودية في تلمسان وشمال أفريقيا، توفي عام 1442، وحسب الأسطورة المتداولة، فإنه فر من محاكم التفتيش الإسبانية وهناك فقد والده وأمه".
اعتبرته دراسة نشرت في مجلة "العبر" الجزائرية، للدراسات التاريخية في شمال أفريقيا، الصادرة في يناير 2022، من أهم الأطباء اليهود في عهد الدولة الزيانية.
وتشير الدراسة إلى أن ابن كاوا "تبوأ مكانة مرموقة خلال فترة السلطان الزياني، أبي العباس أحمد العاقل"، الذي حكم مملكة تلمسان في الفترة ما بين 1431 و1426.
تحولت منطقة قباسة التي كانت ضمن النطاق الجغرافي للمدخل التاريخي لمدينة تلمسان، إلى مقصد للحجاج اليهود من بلدان عدة على مدى قرون، حيث يزورون ضريح الحاخام إفرايم بن كاوا الذي يحظى برمزية وقدسية كبيرة بينهم.
درب اليهود
هو أقدم حي لليهود الذين قدموا إلى مدينة تلمسان في سنة 1392 خلال العهد الزياني، ويذكر المركز العربي للأدب الجغرافي، أن درب اليهود بتلمسان يشير إلى "حومة اليهود أو إلى درب من دروبها".
ويقع درب اليهود في وسط المدينة غير بعيد عن ساحتها العامة التي تعتبر نقطة التقاء السكان. كما أن الحي غير بعيد عن المسجد العتيق في المدينة وقريب أيضا من قلعة المشور التي كانت تضم قصور سلطان وأمراء الدولة الزيانية.
حافظ الحي على مكانته في المدينة بعد أن تم بناء كنيس يهودي فيه، وهو الوحيد ولا تزال أغلب معالمه باقية خصوصا الشكل العام للبناية.
يحافظ الحي على تسميته التاريخية (درب اليهود) إلى غاية الآن، ويقصده العديد من السياح الأجانب خصوصا من أحفاد عائلات الطائفة اليهودية التي كانت تقطنه.
مقبرة اليهود
تقع مقبرة اليهود في حي قباسة بالمنطقة الشمالية لمدينة تلمسان، وتتربع على مساحة واسعة، محاطة بسور، وحراسة دائمة، ولا يسمح بزيارتها إلا في إطار رسمي خاص.
وكان الفنان الفرنسي الشهير باتريك برويل قد زار المقبرة خلال زيارة قام بها في فبراير الماضي رفقة والدته إلى تلمسان، المدينة التي رأى فيها النور قبل أزيد من 60 عاما.
خضعت المقبرة إلى عمليات تهيئة وترميم واسعة في ربيع 2005، تمهيدا للحج الكبير الذي قام به أفراد من الطائفة اليهودية ذات الأصول الجزائرية الذين قدموا لممارسة شعائرهم في إطار احتفالات "الهيلولة".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/05/2023
مضاف من طرف : tlemcen2011
المصدر : المصدر: أصوات مغاربية