الجزائر

بينما يؤكد الأساتذة أن الفوز للأجدر



بينما يؤكد الأساتذة أن الفوز للأجدر
الحصول أو الظفر بشهادة الماجستير حلم لا طالما راود الراغبين في الدراسات العليا لتحقيق مبتغاهم، فهي النافذة التي يتسنى من خلالها الولوج إلى عالم البحث والمعرفة المعمقة، ولكنْ قلّة هم الذين يُحسنون أخذَ طريقِهِمْ إلى النجاحِ بجدارة وحسمٍ نتيجة الوساطة الضاربة أطنابها في بعض إداراتنا وقطاعاتنا والتي قضت بصفة شبه نهائية على القدرات الفردية.لطيفة مرواناجتاز الطلبة المتخرجون من مختلف الجامعات الجزائرية في هذه الفترة مسابقات الماجستير في شتى الاختصاصات، والعديد من المترشحين مروا بهذه التجربة في السنوات الماضية واغلبهم لم ينجح لكنهم لم ييأسوا من تكرار المحاولة رغم اقتناعهم بان النجاح مرهون بحسابات متعلقة بالوساطة حيث طالب اغلب الطلبة الذين تحدثت معهم الحياة العربية بتدخل الجهات المعنية لإيقاف هذه المهزلة التي لا تليق بالجسم التربوي ولا تمت له بصلة لا من قريب ولا من بعيد... الإحباط وخيبة أمل يخيمان على الطلبة بعد انطلاق مسابقة ماجستيرانطلقت نهاية الأسبوع مسابقة الماجستير في قسم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر وسط تخوف من الطلبة من أن النتائج محسومة من قبل على أساس ما أسموه "تسرب" الأسئلة قبيل ساعات قليلة من الموعد الرسمي للامتحان وهذا الوضع "ليس بالجديد" حسب ما أكده أحد الطلبة، إلا أنه مع ذلك أعرب عن كامل أسفه من استمر الوضع على ما هو عليه في لغز محير عمن يستفيد من مثل هذه التجاوزات الخطيرة التي تحدث جهارا نهارا... تجاوزات تحدث جهارا نهارا !ويرى م. عبد القدوس متخرج منذ ثلاث سنوات من نفس الكلية "قائمة الطلبة الناجحين حددت حسب "المعريفة" أما نحن الطلبة أتينا لاجتياز الامتحان لكي لا نتحسر بعد ذلك والمهم المشاركة" ، أما "وسام المتخرجة السنة الماضية قالت "إننا لا نتخوف من الأسئلة فهي تتكرر منذ سنوات وإنما نتخوف من المحسوبية وعلامات استفهام تحوم حول الناجحين الذين يكونون في الغالب من أبناء الأساتذة ذاتهم ومن احد معارفهم وأقربائهم.أما نبيل فرفض اجتياز المسابقة لأنه متأكد بأنه لن يتحصل عليه، وليس احد أقربائه أستاذ أو عامل بادراة بالجامعة لذا قال لقد اختصرت الطريق ولم اجتازه هذا العاموالأمر سيان بالنسبة لطلبة الحقوق الذين اجتازوا منذ حوالي أسبوع مسابقة الماجستر في مختلف التخصصات غير أن اغلبهم لا ينتظر أن تكليل جهوده بالنجاح باعتبار اغلبهم متا كدون بان القائمة النهائية معدة مسبقا فبالنسبة ل"كريم " صاحب 29 ربيعا فقد اجتاز المسابقة لأكثر من 3مرات على التوالي ولم ينجح لكنه لم ييأسسهام متخرجة من نفس الكلية اضطرت للتنقل لعدة ولايات لاجتياز مسابقة الماجستير لتكون لها أكثر من فرصة بالنجاح خاصة وان الفوز بالمسابقة في الجزائر العاصمة صعب وسط دخول أشخاص أصحاب "الشكارة "و ذووا الواسطة من أبناء الأساتذة و أقربائهم.... أساتذة الجامعات يؤكدون أن الفوز للأجدرتحدثنا لإحدى أساتذة كلية العلوم الاجتماعية ببوزريعة التي أخبرتنا أن البحث موهبة تمنح لبعض الطلبة وليست عند الآخرين، فالبحث إبداع وموهبة الغير موجودتان عند كل المترشحين، وتلك قدرة خاصة تبرز أو تتألق لدى بعض الأفراد، وتتضاءل أو تنعدم عند آخرين، وموهبة البحث عندما توجد يمكن تنميتها بالمعرفة ، فالغرض من إجراء هذه المسابقات هو اختيار أفضل الطلبة وأذكاهم، وأكثرهم حذرا وقدرة على التحليل والتنظيم والنقد وحب المعرفة بإجادة طرح الأسئلة والبحث عن أجوبة لها بأسلوب منظّم. والوقوف عمّا إذا كان الطالب يستطيع أن يُخرِج شيئا مما يقرأ، والتحقق من إمكانياته في الاستفادة من المعلومات التي تلقاها من مصادر مختلفة بأسلوب منهجي وعلمي ومدى استيعابه للدروس النظرية التي تلقوها طيلة فترة تكوينه، فإن كان يستطيع فهو جدير بأن يدخل دنيا البحث والدراسات العليا. فالباحث الجيّد يبدأ بفكرة غامضة وغير محددة، وعن طريق الفرضيات والمسلمات التي يضعها،وعن طريق المحاولة والخطأ تتبلور له المشكلة التي يريد دراستها وبذلك تتضح له الإشكالية التي تنطوي عليها تلك الفكرة التي يدور حولها الموضوع محل البحث ثم يقوم بتجميع ما لديه من معلومات حولها وتنظيمها وفحصها لاختيار الأفكار المناسبة التي تساعده على حل الإشكالية بعيدا عن التحيّز والجمود والإصغاء للآخرين مع احترام الرأي الآخر والاعتقاد أن الحقائق التي وصل إليها ليست مطلقة وأنها تخضع للمراجعة والتصحيح. ومن بين أهداف فتح هذه المسابقات للتكوين في ما بعد التدرج هو تنمية جيل من الباحثين المتميزين وتدريبهم على إجراء البحوث الأصيلة ذات المستوى الرفيع والارتقاء بمستوى التعليم الجامعي والدراسات العليا، باستعمال أساليب البحث العلمي الذي يعتمد على الأسس العلمية المتعارف عليها للتعمق في معرفة أي موضوع والبحث عن الحقيقة، بهدف اكتشافها وعرضها بأسلوب منظم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)