عادت ظاهرة بيع الكتب المدرسية المستعملة إلى الظهور بساحة أول نوفمبر بوسط مدينة المدية، بعد اختفائها لعدة سنوات، وأصبح الباعة المناسبتيون وأغلبهم من التلاميذ، يحتلون منذ أيام هذه الساحة العمومية وحولوها إلى سوق مفتوحة، حيث يعرض هؤلاء الباعة أو أولياؤهم ذوو الدخل الضعيف كتبا مدرسية لجميع الأطوار وأخرى شبه مدرسية مستعملة، لكنها في حالة جيدة وبأسعار زهيدة.تباع هذه الكتب المستعملة بأسعار تنافسية، حسبما أكده بائع شاب يعرض كتبا خاصة بالطور الابتدائي، تتراوح أسعارها بين 50 و75 دج للوحدة. وحالما يتوقف المشتري أمام بائع الكتب، يبدأ التفاوض حول السعر في محاولة لإقناعه بعقد صفقة جيدة من خلال عرض حالة الكتاب أو السلسلة المعروضة للبيع.ويكمن السر في نجاح هذه الممارسة التجارية في كيفية التعامل مع الزبون، حسب عبد الحفيظ، رب عائلة في الأربعين من عمره مرفوقا بولده في العاشرة جاء لبيع كتب اشتراها بسعر زهيد من جيرانه قبيل أسابيع. وأوضح أن هدفه لا يتمثل في تحقيق أرباح كبيرة، بل مواجهة مصاريف الدخول المدرسي لأبنائه الثلاثة وشراء الأدوات المدرسية ودفع حقوق التمدرس.جمال بائع آخر يرغب في جمع مبلغ من المال يسمح له بشراء بعض الكراريس ومآزر لولديه الاثنين، مضيفا أنه «كان يود أن يكون له أجر جيد لكي لا يجبر على قضاء ساعات طويلة تحت الشمس، خصوصا في يوم عطلته في محاولة لكسب بعض المال».أما حكيم، تلميذ في الثانوية، فيقف أمام مجموعة من الكتب تبدو جديدة موضوعة على الأرض، على أمل بيعها قبل نهاية اليوم، رغم أنه يعرف أن الأموال التي سيكسبها لن تكف لتغطية جميع مصاريفه، لكن على الأقل لتعويض جزء من الأموال التي صرفها والديه خلال السنة الماضية.يعرض الباعة بهذا الفضاء عدة مجموعات كاملة لكتب مدرسية أو شبه مدرسية مستعملة، تتراوح أسعارها بين 1700 و2000 دج، فيما تقارب أسعارها جديدة 7000 دج.تعد هذه الأسعار عروضا «مغرية» للأولياء ذوي الدخل الضعيف الذين يتمكنون بصعوبة من تغطية مجموع المصاريف المدرسية لأبنائهم.وبالنسبة لعدد كبير من أرباب العائلات، فإن وجود هؤلاء الباعة فرصة كبيرة، خاصة أن الأسعار المعروضة تنافسية، كما أنه بإمكانهم التفاوض عليها. ويعتقد الكثير منهم أنهم قاموا بصفقات تسمح لهم باقتصاد القليل من المال، رغم أنهم يعترفون بأن هذا الاقتصاد محدود مقارنة بمصاريف العائلات لتمدرس أطفالهم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/09/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ق م
المصدر : www.el-massa.com