ما تنشره الكثير من وسائل الإعلام من فضائح الاستيراد لا يندى لها الجبين عرقا بل دما قانيا، فملايين الدولارات تهرب إلى الخارج في عز الأزمة من اجل استيراد دلاء "بيادن" فارغة، وبعضهم يستورد التراب، وبعضهم يستورد حتى الريح، هل سمعتم عن استيراد الريح ؟ نعم هناك من يستثمر في الريح، حيث يتم تزوير وثائق الإستيراد من اجل استيراد الريح على أنه سلعة ومن خلاله يتم تهريب العملة الصعبة، وتأتي الحاويات من الصين والهند والسند معبأة بالريح، لكن هل كان بإمكان هؤلاء الذين باعوا ضميرهم واستوردوا الريح أن يفعلوا ما فعلوا لولا أطراف في كل المصالح سهلت لهم استيراد الريح ؟ مع الأسف لولا التواطؤ وبيع الضمير هذا الأخير الذي أصبح ارخس سلعة معروضة للبيع وبالفائض لما وصلنا لهذا الحال الذي تستنزف فيه خيرات البلاد. لم يكن الحال ليصل إلى ما وصل اليه لولا أن الضوابط الأخلاقية كلها زالت وتلاشت لدرجة أن القانون وحده لم يعد يكفي لردع أصحاب النوايا السيئة، والظاهر أن المجتمع بكامله في حاجة إلى انقلاب أخلاقي كبير وتغيير في المفاهيم. والمسؤولية تقع على عاتق الجميع من الأسرة إلى المساجد إلى المدارس إلى المؤسسات الكبرى التي تحولت مع الأسف إلى مغارة علي بابا تجعل اي موظف في عامه الأول من التوظيف يملك أموال قارون من آتوات الرشاوي التي صارت تسمى "قهاوي" وحق يجب أن يدفع، والجفاف الذي ابتلينا به ليس سوى عقاب أولي وتنبيه لمن اراد ان يتنبه، وإلا فإن الريح الذي نستورده سيتحول إلى إعصار يقتلعنا ويرمينا في عرض البحر .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/02/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المسار العربي
المصدر : www.elmassar-ar.com