الجزائر

بيع الأثاث ورهن المجوهرات آخر حيل العائلات العنابية



بيع الأثاث ورهن المجوهرات آخر حيل العائلات العنابية
تلجأ بعض العائلات العنابية قبل أيام معدودة من الدخول المدرسي إلى رهن مجوهراتها لدى البنوك أو بيعها عند محلات بيع المجوهرات وبأسعار منخفضة، وذلك لسد حاجياتها المتزايدة في هذه الفترة من السنة، لاسيما مع اقتراب الدخول الاجتماعي.وبعد نهاية موسم العطل والولائم، الذي كان قد استنزف الجيوب خصوصا بالنسبة لمحدودي الدخل، إلى جانب اقتراب عيد الأضحى المبارك والذي يتطلب ميزانية خاصة، وبعد انقضاء موسم الاصطياف، تدخل العائلات في رحلة بحث عن وسيلة للاقتراض من الأهل والأقارب، وهناك من النساء من يرهن مجوهراتهن في البنوك لتخصيص ميزانية خاصة لأولادهن المتمدرسين، لدرجة أن العديد من المواطنين لجأوا إلى بيع بعض الأثاث لتوفير مطالب أبنائهم، وهذا ما وقفنا عليه خلال جولة قادتنا إلى سوق "الشيفون" بعنابة والذي تحول على غير عادته إلى مقصد حقيقي لهذه العائلات، حيث يتم اختيار بعض الألبسة المعروضة والأحذية، ويبقى على الأولاد اختيار القطعة التي تناسبهم للدخول الاجتماعي، وحسب السيدة خديجة فإنها اعتادت على التردد على سوق "الشيفون" لاقتناء بعض الألبسة لأطفالها بأسعار معقولة، مقارنة بالمحلات الأخرى التي تتلاعب بالمواطن من خلال تعليق لافتة "الصولد"، إلا أن الأسعار تبقى نفسها خاصة مع العد التنازلي للدخول المدرسي.وفي سياق متصل، قالت السيدة "جميلة" أم لأربعة أطفال أنها منذ أسبوعين وهي تتردد على السوق لشراء بعض المستلزمات المدرسية من محافظ وأدوات مدرسية، بالإضافة إلى الملابس، مؤكدة أنها رهنت مجوهراتها لتوفير كل المتطلبات الخاصة، مضيفة أنه مع غلاء المعيشة من جهة واقتراب عيد الأضحى، من جهة أخرى، تجد العائلات الجزائرية نفسها مجبرة على بيع كل ما تملك من أجل الاحتفال بهذه المناسبة الدينية، إلى جانب شراء ما يخص الأطفال.في الجهة المقابلة لسوق "الشيفون"، خصص بعض الباعة المتجولين باحة مفتوحة لبيع الكتب المدرسية وكذلك الأدوات والمحافظ بأسعار معقولة، بإمكان محدودي الدخل اقتناءها، وهو ما وقفنا عليه خلال زيارتنا لهؤلاء التجار، الذين وجدوا أن موسم الدخول الاجتماعي فرصة لكسب بعض المال، لكن تبقى الأسعار معقولة وعليه فأغلب الأولياء يفضلون الساحات الضيقة للمدينة والباحات التي تعرض فيها تلك المستلزمات.وعلى صعيد آخر، تعرف البنوك طوابير طويلة للنساء خاصة منهن المطلقات والأرامل اللواتي يتوافدن على البنوك لرهن مجوهراتهن، لكن بعضهن يقعن في مشكل أن مثل هذه الوكالات لا تقبل الذهب غير المطبوع، الأمر الذي يدفعهن إلى بيع هذه القطع الثمينة في السوق السوداء لكن بمبالغ منخفضة جدا وهناك من يبعنه للدلالات وهن غالبا نساء مختصات في ترويج الذهب، وهذا ما أكدته لنا السيدة "فضيلة" وهي تعمل كدلالة منذ 10 سنوات وتستغل مثل هذه المناسبات الدينية والاجتماعية لشراء الذهب على المضطرات وإعادة بيعه لأصحاب محلات بيع المجوهرات. وقد عبرت بعض النساء عن غضبهن إزاء رفض البنوك لمجوهراتهن لأنه غير مطبوع وهو ما يجبرهن على بيعه أو الاقتراض من عند الأهل وهناك من تلجأ إلى بيع بعض قطع الأثاث وهذا لتحقيق أدنى احتياجات الأولاد، مع تخصيص ميزانية أخرى لشراء كبش العيد.من جهتهم، بعض الأهل يحاولون جاهدين الحفاظ على تقليد اقتناء ملابس العيد للأطفال، ويقنعون أبناءهم بإعادة ارتدائها في اليوم الأول من الدخول المدرسي تفاديا للمصاريف المزدوجة، وأمام رفض البنوك لرهن المجوهرات غير المطبوعة والتهاب الأسعار يبقى المواطن العنابي بين مطرقة جشع التجار، وسندان المطالب المتزايدة في هذه الفترة من السنة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)