بيانات التقسير في الإتجاه العقلي

يصعب تحديد اللحظة التاريخية التي قام معها هذا النوع من التفسير بمواصفاته المنهجية التي آل إليها. ولكن بمقدور الباحث في تاريخ الحركة التفسيرية لملمة آثار هذا الاتجاه عند بعض المتقدمين من أهل السلف، ممن ثبت في حقهم أهلية النظر في النص القرآني وبخاصة حين طرأت على الأمة ظروف طبعت واقعها بما اصطلح على تسميته بـ: " الفتنة الكبرى". وكان طبيعيا أن تنسحب تداعيات هذه الفتنة على جيل الأمة بكثير من الفوضى. لم يسلم معها حتى منصب " الخلافة" . وإذا كانت شروط الخلافة قد تهيأت لأبي بكر، وعمر، وعثمان فإن حظ الإمام علي منها قد آل إلى أفق لم ينفتح دونه إلا على فتن كقطع الليل المظلمة.وكان عليه هنا – والموقف محتوم - أن يلج الخطب، وله من الأسباب ما يتيح له فض النزاع بقوة السلطان،وبرهان الحجة فلم يتحاش في ذلك الناكثين .