بومدين يريد حكم الجزائر من جديد

ما إن علم بوتفليقة بالخبر، حتى قرر أن يتنقل شخصيا إلى مقبرة العالية، لكن المقربين منه حاولوا ثنيه عن الذهاب شخصيا إلى بومدين إلا أن محاولتهم باءت بالفشل أمام عناد بوتفليقة، وعندما وصل بوتفليقة استغرب وهو يرى بومدين لا زال محافظا على سنه السابق ونظرته الثاقبة، وشعر بنوع من الحزن لتقدمه هو في السن· · فتح بوتفليقة ذراعيه وهو يحتضن بومدين الذي بدا حائرا ومرتبكا وهو يقول لبوتفليقة ''ما الذي حل بك يا أخي عبد العزيز·· لقد أصبحت شيخا··'' ابتسم بوتفليقة من جديد وهو يقود بومدين من يده ثم قال ''لا عليك يا أخي بومدين·· هيا بنا وأمامنا متسع من الوقت لنتحدث عن الماضي'' ركب بومدين إلى جنب بوتفليقة وتوجه بهما السائق رأسا إلى مقر الرئاسة·· وكانت أول رغبة أراد بومدين أن يحققها هي زيارة مكتبه، ووجد المكتب تغير بشكل كبير·· ثم قال بوتفليقة عندما راح بومدين يطرح أسئلة كثيرة عن مجرى الأمور في البلاد وداخل السلطة ''يا أخي بومدين ليست الجزائر وحدها، بل كل العالم تغير بشكل جذري، الناس أيضا تغيروا·· وكان عليّ أن أتأقلم بعد عودتي إلى الحكم مع كل هذه التغيرات، فالشعب اليوم أصبح لا يؤمن إلا بالملموس وليس بالخطابات·· وأنا جئت إلى الحكم منذ العام ,1999 لكنني سأجد نفسي مضطرا لمغادرة الحكم عام، ''.2014 نظر إليه بومدين دون أن يعلق للحظات، ثم همهم قائلا ''أعرف·· أعرف، لقد أخبرني سي أحمد بن بلة بكل شيء··'' ثم واصل بوتفليقة يقول ''نحن اليوم على أبواب الإنتخابات التشريعية، وهذه المرة قررت أن تكون الإنتخابات حرة وشفافة، لكني مع ذلك فأنا جد قلق بسبب هذه المؤشرات التي تدل على شعور اليأس واللامبالاة عند الجزائريين·· لم يعودوا يؤمنون بالإنتخابات، ولا بالسلطة·· وهذا شيء مقلق··'' قال بومدين ''أنا تركتهم أكثر حماسة للوطن والدولة··'' قال بوتفليقة ''إننا نحصد ما زرعنا يا أخي بومدين·· لقد سقطت الأوهام وتعرت الحقيقة بشكل مرعب ومفزع··'' لكن بومدين لم يبد عليه أنه اقتنع بكلام بوتفليقة فقال ''المسألة، هي مسألة رجال· وفيما يبدو أن الرجال من بعدي لم يحافظوا على العهد، ولم يكونوا في مستوى الثقة التي وضعتها فيهم···'' وفجأة قال بومدين لبوتفليقة ''إن كنت عاجزا عن إتمام المشوار، فارتح قليلا لأحكم الجزائر من جديد وسترى'' وهنا قال بوتفليقة ''وهل من المعقول يا أخي بومدين أن يحكم الجزائر رجل ميت··؟!''·