الجزائر

بولونيا، المكسيك وأوكرانيا .. عزف متعدد ولغة واحدة السهرة الرابعة لمهرجان الموسيقى السيمفونية الخامس بالجزائر



بولونيا، المكسيك وأوكرانيا .. عزف متعدد ولغة واحدة السهرة الرابعة لمهرجان الموسيقى السيمفونية الخامس بالجزائر
عاش جمهور قصر الثقافة مفدي زكريا، بالعاصمة، أول، أمس، جوا مميزا صنعتة أنامل فرق الموسيقى الكلاسيكية الغربية واللاتينو أمريكية باستثناء تركيا الغائبة التي كان من المفروض حضورها في السهرة الرابعة من فعاليات المهرجان الدولي الخامس للموسيقى السيمفونية الذي يستمر إلى غاية الخميس المقبل بالجزائر.السهرة الرابعة كانت ولا أروع من سابقاتها الثلاثة، بعد أنّ سجلت حضورا على ركح الشابيتو الكبير، مرور ثلاث فرث أجنبية عريقة في الموسيقى السيمفونية هي الثنائي البولوني عازف البيانو ميشال فرانكوز وزميله ماسياج ستريزالكي عازف الفيولون، الخماسي المكسيكي بقيادة عازف الترومبات الألماني ألكسندر فروند وكذا الأركسترا الوطنية لأوكرانيا التي قادها بتألق المايسترو فولدومير شايكو.
بداية المتعة كانت مع ثنائية من بولونيا مزجت بين لحن البيانو والفيولون، وعزفت ثلاث مقاطع رائعة سافرت عبرها بالحضور الغفير إلى زمن العمالقة بيتهوفن وزيمنوفسكي ووينياوسكي من خلال معزوفات أصلية جميلة ”بارتي دو سونات”، ”نوكتيرن وتارنتال”. وصنع العازفين أداء جميلا أعرب عن رومنسية خالصة لا تصنعها إلى الموسيقى السيمفونية التي ترتقي بالعقل والعاطفة أصيل إلى مصاف الذوق الرفيع من دون كلمات بل بلحن وعزف. ليعتلي الركح الخماسي المكسيكي ”ميتال أم 5 ميكسيكان براس”، يكونها كوتيريو ميغال جون، الكسندر،فيليغاس، وكروز سيلفا عازف الترومبون ولوباز جوزي، مقدمين وسط تفاعل وتجاوب الجمهور معهم بقوة كبيرة، ثقافة متنوعة اختزلت في معزوفاتها الثقافة العربية الإسلامية والأجنبية وكذا التقليدية التي تعبر عن بلد مشهور عند شعوب العالم ب”السومبريرو” وحضارة ”الألمك”، ”التولتك” و”التيوتيهوكان” قبل الاستعمار الاسباني عام 1521، فقدم الخامسي العزف على آلات مختلفة تصدر أصوات عذبة وعزفوا قرابة 10 مقاطع منوعة أبرزها رائعة الألماني ”يوهان سباستيان باخ” وفق تناغم وانسجام تام بين الموسيقيين الخمسة، وقطعة ”موسكيتو” لنيكولا غومسكي الهزلية التي تحمل في طياتها روح الدعابة والمرح عند الشعب المكسيكي، ليسافروا بالحضور إلى المغرب وغرناطة داخلين أبواب الحضارة الإسلامية بمقاطع من تراثها، حيث أدوا معزوفة ” غرناطة” من تراث الأندلس التي أنتجوها منذ سنتين كانت بتوقيع المايسترو فيليغاس ميرندا، وتلاها لحن أخر تحت عنوان ”قصبة تيطوان”، التي أدخلت الجميع في صمت دهشة جراء العزف الدقيق والمتسلسل. كما صنعوا فرجة ببصمة التقاليد المكسيكية في الفن، حيث رافقتها صيحات ورقصات وحركات شبيهة إلى حد ما بتقاليد الهنود الحمر معبرة عن الحرية وحب الحياة.
ولم تخيب الأركسترا الأوكرانية بقيادة المايسترو فولدومير شايكو، حينما كانت نجمة السهرة الرابعة وأمتعت من خلال أداء جماعي متكامل الحاضرين بباقة معزوفات من التراث العالمي الراقي وروسي حديث، بواسطة آلات السوبرانو والألتو والتينور، أهمها قطع ترجمها كيفي سينغر هي ””فوكونس”،”غير معروفة” و”نسمع الفيولون في الشارع”، لترحل بهم إلى الزمن الجميل مع موزار وماسغاني، وغلينكا التي أدت له ”فالس فانتازي”، كما عزفت روائع ل”كورتيس” وجي فاردي ”لا ترافياتا”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)