* email
* facebook
* twitter
* linkedin
شدد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، أمس، بموسكو على أن قضايا الأمن والاستقرار تعد "أولوية الأولويات"، خاصة بالنظر إلى الأزمات التي تمر بها البلدان العربية، مما يؤكد، حسبه، أهمية الالتزام بالمبادئ الثابتة للقانون الدولي.
وأشار الوزير في كلمته خلال الاجتماع الوزاري العربي - الروسي الخامس، إلى أن الجزائر ما فتئت تدعو إلى الالتزام بهذه المبادئ الدولية ‘'لاسيما احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولي واحترام سيادة الشعوب في تقرير مصيرها واعتماد الحوار والحلول السياسية لفض النزاعات الدولية وكذا الحوار والمصالحة لحل الأزمات الداخلية".
كما أشاد رئيس الدبلوماسية الجزائرية بالحوار السياسي "النوعي التقليدي" السائد بين الدول العربية وفيدرالية روسيا. والمرتكز ،حسبه، على التضامن الدائم الذي طالما طبع الموقف الروسي تجاه القضايا العادلة للأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي هي قضيتنا الأولى"، مشددا في سياق متصل على أن إخراج منطقة الشرق الأوسط من دوامة الاضطرابات وحالة التوتر والصراعات مرهون بإيجاد حل عادل وشامل لمعاناة الشعب الفلسطيني، قبل أن يضيف بأن "السلام لا يمكن تحقيقه في ظل تنكر الاحتلال الإسرائيلي لقرارات الشرعية الدولية والمواثيق الموقعة وتحديه في تهويد مدينة القدس الشريف وكل المحاولات لطمس معالمها الإسلامية والمسيحية وتغيير وضعها القانوني".
وقال الوزير في هذا الخصوص "لقد تنامى في الآونة الأخيرة، حديث عن إمكانية طرح مبادرة جديدة للسلام، لإعادة بعث الأمل في الشرق الأوسط وتحدث هذه التحركات في وقت دقيق تزامن مع بعض القرارات الأحادية التي لا تخدم السلام ولا تمت بصلة إلى الشرعية الدولية وأذكر منها قرار الإدارة الأمريكية المتعلق بنقل سفارتها إلى القدس والقرار القاضي باعتراف سيادة إسرائيل على الجولان العربي المحتل"، مؤكدا في هذا الصدد قناعة الجزائر بأن "أي حل للقضية الفلسطينية يجب أن يكون مبنيا على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف وفقا لأسس الشرعية الدولية".
وبعد أن جدد دعم الجزائر المطلق لنضال الشعب الفلسطيني من أجل استرجاع كل حقوقه المشروعة دعا السيد بوقادوم الفلسطينيين لضرورة توحيد صفوفهم، بما يخدم قضية بلادهم العادلة.
وعرج الوزير في كلمته على الأزمة الليبية، حيث شدد على أن الحل السياسي يظل "السبيل الوحيد لحلحلتها" وذلك وفق المسار الذي ترعاه الأمم المتحدة الرامي إلى إنهاء هذه الأزمة دون التدخل في شؤونها الداخلية وبما يحفظ وحدتها وسيادتها وأمنها واستقرارها، ليدعو في هذا الإطار إلى "التعقل وتجنب أي تصعيد عسكري من شأنه عرقلة مسار تسوية الأزمة". كما جدد ثقة الجزائر في قدرة الليبيين على تجاوز خلافاتهم وتغليب مصلحة وطنهم "كي تعلو فوق كل اعتبار".
وفي معرض حديثه عن الأزمة في سوريا، ذكر بوقادوم بموقف الجزائر التي كانت قد دعت منذ البداية إلى الحل السلمي الذي يرتكز على الحوار والمصالحة الكفيلين بالمحافظة على السيادة والوحدة الترابية لسوريا ونسيجها المجتمعي. وأبرز بالمناسبة دعم الجزائر لجهود المبعوث الأممي من أجل التوصل إلى حل سلمي "ينبثق عن حوار بناء بين مختلف الأطراف السورية" وكذا مساندة الجزائر للشعب السوري الشقيق في كفاحه ضد الإرهاب وتحقيق الاستقرار.
أما بخصوص الجولان العربي السوري، فقد جدد الوزير الموقف الثابت للجزائر، باعتبار الجولان العربي - السوري أرضا عربية محتلة وفقا لقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، معربا عن رفضها لأي قرار يخص الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي على هذه المنطقة.
وفيما يتعلق باليمن، ذّكر السيد بوقادوم بدعم الجزائر لمجهودات مبعوث الأمم المتحدة في هذا البلد والرامية لإيجاد حل سياسي يفضي إلى لم شمل اليمنيين ويضع حدا للأزمة الإنسانية التي يعيشونها، معربا عن أمله في أن "يجسد الفرقاء اليمنيون مخرجات مباحثاتهم الأخيرة بستوكهولم ويعملوا على تهيئة الظروف لاستئناف الحل السياسي".
كما تطرق الوزير إلى موضوع مكافحة الإرهاب والأفكار المتطرفة والجريمة المنظمة العابرة للحدود والاتجار غير المشروع بالأسلحة والبشر والمخدرات، حيث أكد على أن الأمر يستدعي من الجميع، تظافر الجهود لمكافحتها ومحاربتها ومعالجة أسبابها وجذورها وتجفيف منابعها المادية والفكرية، والتعامل مع كافة أوجهها لاستئصالها "وفق مقاربة شاملة ومنسجمة مع الشرعية الدولية".
المنتدى الروسي - العربي آلية لبعث شراكة قوية
وحول الاجتماع الذي تحتضنه العاصمة الروسية بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط و14 وزير خارجية عربي، قال السيد بوقادوم أن هذا اللقاء "يعكس قوة العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط الدول العربية بروسيا الاتحادية والتي تطبعها الإرادة المشتركة في بعث شراكة قوية تشمل كل المجالات الممكنة منها السياسية والأمنية وفي مجالات الاستثمار والصناعة والفلاحة والبحث العلمي والتكنولوجيا والطاقات المتجددة والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وكذا الإمكانيات المتوفرة للدفع بالتعاون في المجال الثقافي والإرث الحضاري الغني والمتعدد الأوجه بين الجانبين"، مشيرا إلى أن التحولات السريعة الجارية على الساحة الدولية تؤكد مدى أهمية هذه الآلية التي أصبحت "منبرا لتعزيز الحوار وتنسيق مواقف الجانبين العربي والروسي بخصوص القضايا الإقليمية والدولية".
وبعد أن دعا المشاركين في الاجتماع إلى تقييم أشواط هذا التعاون بغية الارتقاء به إلى أعلى المستويات والمراتب"، استعرض السيد بوقادوم، مختلف الجهود المبذولة في إطار هذه الآلية التي يعود إنشاؤها إلى عام 2003 ومساهمتها في دفع الحوار السياسي بين أطرافه والارتقاء به إلى مراحل متقدمة "تتمثل اليوم في المواقف المشتركة أو المتقاربة التي تجمعنا في العديد من المسائل السياسية والأمنية".
وأعرب الوزير في الأخير عن ارتياحه للتعاون الاقتصادي القائم بين الجزائر وفيدرالية روسيا، مؤكدا رغبة الجزائر في تطويره وترقيته في إطار المصلحة المتبادلة. كما سجل أمله في أن تكلل أعمال المنتدى بنتائج ايجابية تصبو إليها الدول المعنية، خدمة للصداقة العربية الروسية وللمصالح المشتركة في السلم والاستقرار في العالم كله.
وعلى هامش أشغال الدورة الخامسة للمنتدى العربي الروسي أجرى وزير الشؤون الخارجية، محادثات موسعة مع نظيره التونسي، خميس الجهيناوي، تركزت حول القضايا السياسية المدرجة في جدول أعمال المنتدى، لاسيما الوضع في ليبيا، على ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها طرابلس.
وفي هذا الصدد، شدد الجانبان على "رفضهما للحل العسكري مع المطالبة بالوقف الفوري للاقتتال الدائر بين أبناء الشعب الواحد مع دعوة الأشقاء لانتهاج الحوار الشامل والمصالحة الوطنية، السبيل الوحيد للوصول إلى الحل السياسي التوافقي والسلمي المنشود وفق المسار الذي ترعاه الأمم المتحدة، بعيدا عن أي تدخل في الشؤون الداخلية لليبيا بما يحفظ سيادتها وأمنها ووحدة أراضيها".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/04/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ق و
المصدر : www.el-massa.com